نريد ملابس سياسيه جديده

محمدعالي الهاشمي

أبتسم ايها النظام الفاسدالاعرج في بلادنا, الكل اقسم ان يسّرق الوطن بإسم الشرعيه, وان يخون الوطن بإسم حقوق الانسان , وأن يقتل الشعب جوعا  بإسم الاقلاع الاقتصادي, وأن يمارس لعبة السرقه و الأختلاس والأبتزاز والفساد, وبيع الضمير, ونهب ثروات الوطن بإسم العداله الاجتماعيه, وممارسة اقذر الأدوار الأنتهازية والصبيانية واللااخلاقية وتدوير اللصوص والمفسدين  بإسم الديمقراطية  . . .  هذه الأنظمه العرجاء انهكت الشعب والوطن .

من البديهيات الطبيعية المتعارف عليها في المجتمع الأنساني, عندما يختلف اللصوص والسّراق فيما بينهم على تقاسم السرقات والغنائم تفوح رائحة اختلاساتهم وتنكشف جرائمهم وتظهر عوراتهم . . .

في الماضي كانت تُمارس علينا سياسات التجهيل، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع من ذات الممارسة.. النتيجة واحدة؟"  

يتعاملون مع هموم الناس كغرف التبديل. حجر مزودة بخزائن الكذب والنفاق. كلما بيعت الكذبة، وسرى النفاق في غماض العين وطنين القلب، أعيد تبديل ثياب السياسة، وفصلت على منوال حديثها المستجد. ورقة احتياطية واستثمار حصيلة بيعها في شراء ورقة أخرى تنتظر في الرفوف، حتى يأتي دورها المعهود؟

ذلك حال السياسة ببلادنا،   الذي أرهق الأحلام وأزهق مطامح الشباب، حتى صار كل شيء غير ذي قيمة.

والعجيب الغريب، أن يصدق الكذابون خطاطيف توزيع الأدوار وممسرحي المشاريع، التي لاتصل لأدنى درجات العيش المسكون بهموم اليومي، وسخافة بروبغندا الإعلام الطبال!

عبثا نحاول أن نعيد إطراق الحاجة إلى تطويق الكراهية، وتحييدها عن منطقة الرعب والإثارة في موجة الظهور، على أنغام نفس العطايا والمغارم وصنوف التكريس المفضوح للفعل السياسي وتربصاته. ولكن دونما حاجة إلى استعمال نفس النيات.

مجرد تنويع تدريبي على شاكلة النظر والاستماع لنفس الكاسيت المشروخ، ثم نعود لتمطيط مغالبة واستقراء وضعيات الخطاب السياسي، آلياته المتقوسة، بلغة أكثر ملاطفة وتجردا، ودينامية أبلغ اعتبارا وتعبيرا، ووجه مجاهر بأقنعة تجسد رغبة خارقة في التصنع والاقتيات من تجارب عطنة، أفلستها مشرعات (الهمزة) و...... !؟

كل المتعاليات التي تسقط بالتقادم، وتجتزء من ظروفها ومسارها المتهاوي، تفرك حماستها في الزمن المقترب، عند ستائر مستعدة للتضحية بالوعود والقسم الغليظ، وصرف النظر الى الاعتبارات الأخرى، من الاقناع إلى الكلام العرقوبي.

نفس النفاذ إلى الرغبة في امتلاك اللحظة، نحن فعلا نصنع فظاعاتنا، بالكثير من المغامرة، والكثير من الغفلة، حتى إن الكثير منا ينتابه شوق فظيع لإعادة قراءة قصص "الذئب والأسد في الغابة" والغنم  والذئب" و"نصيحة الارنب  والعابها" و" والذئب المقنع"...

كثيرة هي دلالات هذا الانتقال المتقطع، الذي يحجب عن تجاربنا السخيفة، وقائع مريرة وقاتلة!

والأعنف فيها، أنها تأتي في ظرفية مشوبة بالغموض وإعادة تدوير الرداءة، عن سبق إصرار وترصد.

إن هذا العالم المليء بالآثام، كما يدرك البير كامو، لم يصل إلى تلك الدرجة إلا لأن كل إنسان قد أعطى لنفسه الحق فى أن يحكم.

وإدراك جوهر هذا االطلب، أن نترك العالم لأمثالهم لأجل أن يستمروا في استغبائنا، وفي تكسير رؤيتنا لقيم الوجود والحياة، محاطين بلفيف من الرقاصين التافهين، العرايا المنبوذين، يتملكون رقاب الضعفاء والرعاع، ويحشرونهم في زوايا، لا يتسع فيها العمل بالعقل والمشاركة بالاقتناع والايجابية.

فهل يستيقظ الوعي بالمآلات وينهض العقل من سباته المتداعي؟

أم يرفض واجب الخلق فينا، إعادة التفكير واقتدارية مواجهة التحديات، على مفرق التآكل وانزياح القيم وتواري عناصر العيش والإبداع المشترك؟!

أكيد أن المشكلة المثيرة للجدل، أن يكون المثقف داخل كل هذا الرثاء، جزء من المؤامرة.

صمته، واحتواؤه لعملية الترويع، على طول مسار كبير من الفشل وتشويه الحقائق، يورطه ويفاقم عزلته وتهميشه.

إن الخوَر يصيب المثقفين أكثر من غيرهم، لا لأنهم أقل شجاعةً، بل أكثر خيالاً.

ذلك كان حظنا في زمن تختفي فيه مآذن الإصلاح والتنوير، وتطفو على مغاصب العتمة شرور الساسة ونزواتهم؟.

نريد ملابس سياسيه جديد إن كنتم لم تسمعوا عن هذا المصطلح، فإن الأمر يتعلق بملابس تغطي الجسد ملابس محتشمه ولكنها تواكب العصر  .

ثلاثاء, 16/03/2021 - 14:47