الأردن: الحظر الأنيق !

بسام روبين

لقد أوجدت جائحة كورونا واقعاً جديداً على الدول وشعوبها ،فمن الحكومات من نجحت في إدارة الأزمة بحنكة عالية ،فعمدت لتحسين الواقع الصحي ورفده بمتطلبات الجائحة ،والتقطت إشارات التطعيم مبكرا حتى انها شارفت على الانتهاء من تطعيم سكانها ،بينما بعض الحكومات فشلت في التعامل مع

كورونا ،وظهرت امام العالم بمظهر غير لائق كشخص يرتدي لباسا رثاً ،وقلة من الحكومات استثمرت الجائحة لتعزيز خزينتها من مال الشعب سواءا بالتهام التبرعات أو بالتغول على جيب المواطن ،ولم تكترث بتعزيز الوضع الصحي واحتياجاته ،ولا حتى بتأمين المطاعيم كما يجب ،مما جعلها تتصدر

المشهد الوبائي السيء ،وتتربع على القمة معبرة عن فشلها في إدارة الأزمات ،فتجد  فيها مواطنا مصابا بكورونا يتجول في الأسواق والدوائر الحكومية ووسائل النقل العام بطريقة غير مسؤولة رفعت من اعداد الإصابات ،وكان من الأجدر بهذه الحكومات ان تفرض قيودا على المصابين فهنالك الإسوارة الإلكترونية والفحوصات العشوائية والعقوبات القادرة على ردع هؤلاء المواطنيين الغير مبالين بصحة الآخرين.

حتى ان الحظر الجزئي الذي تفرضه هذه الحكومات كان قاسيا على شعوبها ،لأنه لم يراعي تأمين من يعمل بنظام المياومة لا بالأموال ولا بلقمة العيش ،بل تركتهم فريسة للجوع والفقر ،فالقطاعات الاقتصادية تذبح في كل يوم وعلى مرأى من تلك الحكومات ،وكأن الأمر لا يعنيها ،بالمقابل نجد دولاً

تجاوزت الجائحه الى حد كبير ،من خلال ما يمكن تسميته بالحظر الأنيق ،فالمحال التجارية مفتوحه طيلة الوقت ،وبإمكان المواطن ان يتحرك بينها سيرا على الأقدام ملتزمين بقواعد الصحة العامة من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات ،فهم ينفذون أوامر حكوماتهم بدقه ،لأن تلك الحكومات حرصت على تقديم كل اشكال الدعم الحقيقي لهم وللقطاعات المتضررة ،فأصبح لزاما عليهم ان يبادلوها التعامل بنفس تلك الايجابية.

وتبقى أزمة كورونا متصاعدة ومتفاقمة  في تلك الدول التي لم تحسن إدارة الأزمة ،والتعامل مع شعبها كما يجب ،فهي حكومات اقوال وانجازاتها مجرد حبر على اوراق وكلام منمق يتطاير في الهواء.

متمنياً السلامة والعافية لشعوب العالم من هذا الوباء الذي ما زال يحتل  مساحات واسعة عند حكومات لا تحترم المواطن ولا تقدر قيمته ولا تقوم بواجباتها كما يجب.

نقلا عن رأي اليوم 

اثنين, 29/03/2021 - 16:57