ولد ماديك: مهلا أيها الرئيس الموريتاني السابق

الحسن ولد ماديك ـ (المصدر: الإنترنت)

اطلعتُ على بيانِكَ الدَّاعِي مُـحِبِّيكَ ومُناصِرِيكَ إلـى الالتحاق بِـحِزبِ "الرباط الوطني مِن أجل الحقوق وبناء الأجيال".

ورغمَ عدَمِ اعتراضي على الـحِزْبِ ورئِيسِه الفاضل الدكتور السَّعْدُ ولد لُولَيْدِ فإنِّـي أُسجِّلُ الْـمَلحوظاتِ التالية:

ـ عجَبـي مِن تَذْكِرَتِكَ شَعْبًا مَغلوبًا على أمْرِه فِـي أَرْضِ السَّيْبَةِ مَرَدَ على أنْ يُسَاسَ وعلى النِّفَاقِ بـ "مُكتسباتٍ وإِنْـجَازَاتٍ" تفيَّأَ ظِلالَـهَا أحَدَ عشَرَ عامًا وهو لا يزالُ يستورِدُ الطماطم والبصل والْـجَزَرَ، ويتجرَّعُ الأدويةَ الْمَغشوشةَ، ولا سبيلَ لِعلاجٍ إلا في عيادات المغرب وتونس وداكار، ومؤشِّرُ التنميَة والتعليم في ذَيْلِ قائمة الدُّوَل الْـمُتخلّفَة. 

ـ عجَبـي مِن تَذْكِرَتِكَ إيَّانَا بِـمَا عهدْنَاهُ فِـي عشْرِيَّةِ "الاستقلال والسِّيادة الوطنيّة والتنمية والتطوُّرِ والبِناءِ" ولعلَّ مِن أبرزِ مظاهِرِ الاستقلال والسِّيادة الوطنيّة" قَطْعَ العلاقاتِ الدبلوماسيّةَ مع الأشقاء القطريِّين إنفاذًا لِتعليماتِ أشقَّاءَ آخَرِينَ، ولعلّ مِن أبرزِ مظاهرِ التطوُّرِ والبناء حِرمانَ بِلَادِنا الغنيّة أكثَرَ مِن الكويت والسعوديّة وقطر مِن تنميّة أفضَلَ مِن رواندا وسنغافورة، وحرمانَها مِن تنميّة زراعيّة ورعويّة...

ـ عجَبـي مِن تَذْكِرَتِكَ إيَّانَا بـ "الإنجازاتِ الْـمَلموسَة الْـمَحْسوسة" ولعلَّ مِنها حِرمانَ الشعب مِن موارِدِه البريَّة والبحْرِيَّة، ولا يخْفَـى أنّ كيلوغرام السَّمَكَ الْـمُوريتانـي مُتَوفِّرٌ فـي تركيا وأوروبا والولايات المتحدة وَفْرَةً جَعَلتْهُ أقَلَّ ثَـمَنًا منْهُ على شواطئِ الصّيْدِ فِـي نواكشوط ونوامغار ونواذيبو، ولعل مِنها تَغَوُّلَ الطائفيّة والشرائحيّة والجهويّة والزبونيّة على الانتماء الوطنِـي.

ـ أَذْكُرُ مِـمَّا ذَكَّرْتَنا بِه مِن وفائِكَ بالعهْدِ يومَ عُدتُّ إلى أرضِ الوطنِ في زيارة خاطفة لا تتجاوز ثلاثةَ أيَّامٍ ونزلتُ شُقَّةً مفروشة فأمَرْتَنِـي بالتَّـخَلِّـي عن الهجرة وطلبْتَ مِنِّـي انتِظارَكَ قليلًا، وطالَ انتظاري وأهلي طيلةَ شهريْنِ ونِصْف مِن دجنبر 2017 إلـى منتصف فبراير حتَّـى اضطُرِرْتُ بِضَغْطِ دُيُونِ نَفَقَاتٍ تجاوزَتِ الْمِلْيُونَيْنِ إلـى تبيُّنِ أنَّنِــي كنتُ فِـي انتظارِ بَرْقٍ خُلَّبٍ وأنّـي أضحيْتُ فـي حالِ الْـهِرَّةِ الْـمَرْبُوطَةِ فلا أنتَ ـ سيادةَ الرئيس ـ تكفَّلْتَ بـمُقامِـي ولا أنت أَذِنْتَ لـي بالعودة إلى مؤسستِـي ابن تاشفين بـمراكش حيثُ السكن والنفقات على حسابها مشكورة.

ـ وفي الأخير: أتَـمَنَّـى على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانِـي تدارُكَ القُصُورِ وسَدَّ الثَّغْرَةِ ورَتْقَ الْـخَرْقِ بالابتعادِ عن تأثيرِ متعدِّدِي الألْسُنِ والأوجُهِ، وأنْ يَبْدأ بإصلاح قطاعَيْنِ اثنينِ هما مِن أفْسَدِ القطاعات: 
ـ قطاعُ الصِّحَّة الْـمُنهارة الشَّريكُ فـي نَشْرِ الأوبئَة والأمراض.
ـ قطاعُ التعليم الذي أصرَّ القائمون عليه على تدمير المجتمع ونسْفِ التنمية بإِعاقتِهِ.

 

وكتبه في الثامن من ابريل 2021

الحسن ولد ماديك 
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة
رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات

خميس, 08/04/2021 - 10:14