للمستغربين " حديث الغربة"!!

أحمدو لوديعة

من لايرى غربة بعض المكونات  الوطنية في المنظومة السياسية والثقافية والإعلامية ، إما أن لديه مشكلات في الرؤية، أو أنه لايرى إلا مايريد أن يرى، وأيا يكن مصدر صعوبة الرؤية لدى هؤلاء استسمحهم في تقديم نماذج من حال الغربة الذي استفزهم حد السخرية، والتداعي من كل حدب صوب.
- الغربة بادية لمن يتابع وسائل الإعلام في أي ساعة ويرى حضور اللغات الوطنية فيها، لحد باتت مضرب المثل( گرعت لكور من الإذاعة )، وتقرير الهابا الأخير شاهد على ذلك وموثق له بالدقائق والنسب ومواقيت البث( باستثناء قناة المرابطون لاتوجد أي خدمة إخبارية باللغات الوطنية في أوقات الذروة).
- الغربية جلية في المقرررات الدراسية بمختلف مستوياتها؛ أكانت تاريخ الثقافة، أم تاريخ المقاومة، أم أعلام البلد.
- والغربة مجسدة في الغياب الكامل للبولارية والصوننكية والولفية عن التعليم ، فقد تم وأد تجربة معهد اللغات الوطنية في المهد،فحرم أبناء الوطن من تعلم لغاتهم ومن التعلم بها رغم أن الخبرات والمواعظ تترى عن أهمية التعلم بلغة الأم!! لربما يعتبر المنزعجون من حديث الغربة أن هؤلاء لا أمهات لهم!!!
- والغربة تذكرنا بنفسها كل عام ونحن ندور بين المدن القديمة ونحتفي بها ( وهي بذلك جديرة) لكن القائمين على رسم وتنفيذ سياسات الإبعاد والتغريب يرفضون بإصرار إحياء تاريخ امبراطورية غانا، ومملكة التكرور( قبل سنتين فقط سخر الرجل الثاني في الجمهورية من حديث مطالب بذلك، وجاهر بجهله بعاصمة الإمبراطورية، وسجل الأمر في خانة طرافة السيد الرئيس وتم تداول حديثه مثالا للفليح الذي لايستفز أحدا ولايوقظ أي فتنة!!
تلك نماذج من وجه الغربة الكالح اخترتها أن تكون من الميدان الإعلامي والثقافي وقصدا عدلت عن تجلياتها في الميادين الأخرى، امع انها " اتعيثر وبالزة عينيها او توجع.!!"

أربعاء, 05/05/2021 - 10:23