اليوم الــ30 من رمضان.. وجدل حول رؤية "لم تثبت"

لجنة مراقبة الأهلة- المصدر (انترنت)

حسمت لجنة مراقبة الأهلة، مساء أمس، في وقت مبكر، موضوع الهلال مقرّرة استكمال عدة الشهر ثلاثين بناء على عدم تسجيل ما يثبت الرؤية. لكنّ وسائل التواصل الاجتماعي تداولت أخبارا عن رؤية محتملة في ولاية الحوض الشرقي أفطر بها البعض. 

 

قرار سريع لم يحسم الجدل
تابع الموريتانيون باهتمام كبير رؤية الهلال مساء أمس، وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي حديثا عن رؤية الهلال لكنّ قرار اللجنة المعنية جاء سريعا وقاطعا في عدم ثبوت الرؤية لكنه لم يحسم الجدل بخصوص الرؤية التي اعتبرها البعض ثابتة اعتمادا على بعض أئمة المساجد حسب شهادات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

مدير التوجيه الإسلامي محمد الأمين ولد الشيخ أحمد أكد في تصريح لإذاعة موريتانيا أن اللجنة تلقت إخطارا برؤية الهلال لكنها "لم ترق إلى درجة ما يمكن اعتماده".

وأوضح أن اللجنة عندما تصلها رؤية شخص ما تعمل على التأكد من عدالته، ويقوم أهل الفلك في اللجنة بسؤاله عن كيف رأى الهلال؟ وفي أي وقت رآه بعد مغيب الشمس، وبكم من دقيقة؟ وفي أي اتجاه رآه؟ وهو ما يعين على مصداقية رؤية الشخص"، على حد تعبيره. 

خيوط رواية الرؤية
الصحراء تتبعت خيوط تلك الرؤية، اعتمادا على مصادر متعددة من عين المكان. وقد انتهت تلك إلى جماعة مكوّنة من أربعة أشخاص في مسجد بمدينة تمبدغه صرّحوا أمام السلطات الإدارية بأنهم رأوا الهلال وتم رفع رؤيتهم إلى اللجنة التي استبدعت اثنين منهم لأنهما كانا قاصرين وبعد التحقيق مع الاثنين الباقيين لم تجد رؤيتهما جديرة بالاعتبار.

 

ومع ذلك فإن هناك من أفطروا بتلك الرؤية في تمبدغه وفي النعمة، ومن بينهم إماما مسجد في تمبدغه والنعمة. لكنّ مصادرنا تؤكد أنّ الأمر يتعلّق بعدد قليل من الأشخاص، مضيفة أن الإمامين لم يكونا صائمين أصلا فقد كانت لديهما أعذار شرعية. 

 

جدل متجدد
جدل غير جديد في موريتانيا بخصوص الهلال، كان معتادا في فترات الثمانيات والتسعينات قبل أن ينحسر خلال السنوات الماضية. لكنّ ما أذكى الجدل هذه المرّة هو دخول الفلك على الخط حيث اعتبر بعض المعلّقين أن اللجنة إنما استبعدت الرؤية بناء على حكم الفلكيين باستحالة الرؤية وهي التي لم تكن تعتمد على الفلك في شأن الرؤية كما وقع مع هلال الفطر الماضي وأدّى إلى انسحاب أحد أعضاء اللجنة المتخصّصين في الفلك. 

فمع انتصاف الشهر الفضيل؛ تداولت وسائل التواصل الاجتماعي إفادات من فلكيين ومهتمين تؤكد استحالة رؤية الهلال مساء الثلاثاء 29 رمضان (ليلة التحرّي) وطالب بعضهم اللجنة بعدم الاجتماع أصلا. 

 

أحاديث أعادت إلى الأذهان ما جرى العام الماضي؛ حيث قطع الفلكيون باستحالة الرؤية ومع ذلك وجدت اللجنة ما يكفي من الشهود في مناطق متفرقة لإثبات رؤية الهلال ليلة 30 رمضان وشكّلت موريتانيا حينها استثناء من معظم دول العالم الإسلامي التي أكملت عدّة الشهر ثلاثين. 

 

لكنّ اللجنة لم تجد هذه المرّة ما ينفي تأكيدات الفلكيّين وجاء قرارها سريعا، وهو ما دفع البعض للقول بأنها اختارت اعتماد رأي الفلكيين من أعضائها وكان عليها أن تتحرّى بعض الوقت للتأكد من عدم وجود ما يثبت الرؤية. 

 

اللجنة تتمسك بقرارها
مدير التوجيه الإسلامي ومنسق اللجنة الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ أحمد نفى - في تصريح للصحراء – أن تكون اللجنة قد تسرّعت في قرارها قائلا إنها تحرّت وانتظرت وصول اتصالات بالرؤية وهو ما لم يحدث، مجددا التأكيد على أن ما تم الحديث عنه من رؤية لا يرقى لإثبات الرؤية بعد التثبت منه. 

 

جدل محتدم، يتجدّد في كل مناسبة، بين من يرون ضرورة الاستفادة من المعطيات الفلكية لإثبات أو نفي الرؤية بالعين المجرّدة ومن يرون أننا مطالبون فقط بالرؤية ولا داعي للتعقيدات الفلكية وبين هؤلاء وأولئك من يرون عدم الاعتماد على الفلك في إثبات الهلال، إذ لا بد من الرؤية بالعين المجردة والاعتماد عليه في نفي الرؤية فعندما يقطع الفلكيون بعدم الرؤية فلا داعي للبحث عن الهلال.

أربعاء, 12/05/2021 - 18:12