للإصلاح كلمة توضح طريق الجنة في الآخرة والوحدة الوطنية في الدنيا

محمدّو بن البار

كلمة الإصلاح تعرف أن هذا العنوان يحمل شحنة كبيرة من الخير ولكن من يرجو لقاء الله يدرك أن ما يحمله العنوان هو منية كل موريتاني مسلم وهم كلهم مسلمون.
أما هذه الطريق فالجميع يعرف أنه كانت عندنا وزارة التعليم الأساسي ووزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.
فوزارة التعليم الأساسي تابعة كلها للدولة واما وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، فإن تعليمها الأصلي يعني المحظرة والمحاظر ليست تابعة للدولة مع أن المسؤولين في الدولة دائما يبحثون عن فعل ما هو خاص بالاسلام وله امتداد مع الحياة الدائمة حتى يأتي وعد الله، وما قد فعله الرئيس الحالي في هذا الصدد لا جذور له دائمة تعم الجميع بخلاف هذه الفكرة.
ومن هنا أنبه السلطة التنفيذية والتشريعية المسلمتين النائبتين عن هذا الشعب المسلم أن جميع أبناء موريتانيا من عند انجاكو غربا إلي فصالة شرقا ومن غابو جنوبا إلي لكويرة شمالا الجميع يرغب ومستعد لتهيئة أولاده بالتعليم المحظري عندما تتولاه الدولة تنظيما وتسييرا.
ومن المعلوم أن الطفل المحظري الذي كانت أسرته مهتمة بالمحظرة يبدأها عندما عندما يبلغ الطفل 5 سنوات فقط، أما التعليم النظامي فلا يبدأ إلا بعد إكمال 8 سنوات أي هناك ثلاث سنوات كانت تضيع علي الولد النظامي وقليل من يجعل أبناءه في روضة الأطفال التي تتولي الحكومة تسييرها، ولا يتعلم فيها الطفل إلا الأغنيات المختلفة والرقص وقليل من التعلم البهلاوي الذي لا طعم فيه ولا ريح دنيا ولا أخري.
وعليه فإن علي السلطة الموريتانية المسلمة إذا كانت تريد تسجيل هدف إسلامي تعود منفعته علي جميع المواطنين بجميع ألوانهم ولغاتهم وأماكنهم فإن هذا الهدف يكون كالتالي :
أن يصدر تشريعا جديدا بإحداث مدة زمنية قدرها 6 سنوات تبدأ إجباريا من رأس السنة السادسة للطفل إلي الحادية عشر للطفل ويكون منهجه في هذه المدة الدراسية معد من خبراء محظريين وتربويين يركز فيها علي حفظ أجزاء من القرآن، وبجانب الحفظ القرآني تكون الدراسة لجميع ما يتعلق بالقرآن من نحو وبلاغة وإملاء قرآني وكذلك مبادئ التعليم النظامي من حساب وتربيه مدنية إلي آخره.
وفي نهاية هذه السنوات يحصل الطفل الموريتاني أيا كان لونه ولغته علي شهادة صاحبها يحسن قراءة وكتابة اللغة العربية وعنده مبادئ قوية في علومها، وبذلك تخوله هذه الشهادة دخول السنة  الأولي إعدادية وهو لم يتجاوز السنة الثانية عشر من عمره، أما بعد ذلك فيمكن أن يبدأ الدراسة علي المنهج الذي كان مقررا أصلا.
هذه الفترة الدراسية تكون تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي وبها يكون المسمي الأصلي له معني ومصداقية.
فهذه الوزارة من الناحية المادية الآن تنفق أو تساهم في كثير من تمويل المحاظر ولكن لا إدارة ولا توجيه ولا شمول لها.
أما نتيجة هذه الدراسة المحظرية الحضرية التي تحمل مكان روضة الأطفال التي لا هدف لها ولا مردودية علي التوجيه العام الموحد لهذا الشعب كله، فإنها سوف يكون منها لا الحصر ما يلي : 
أولا : تبدأ بالدراسة الممنهجة لهذا الدين الذي هو دين الجميع وكل شخص فيه متيقن أنه ذاهب بعد حين إلي ربه وسائله عن ما فعل من علاقته بهذا الدين.
ثانيا : تتم الوحدة الكاملة بين جميع أفراد هذا الشعب بجميع ألوانه ولغاته وتتحد وتتكافأ الفرص له كله في تحصيل التعليم المنطلق من معين واحد.
ثالثا : فإن إجبارية هذه المرحلة لا تترك أي كلمة ولا عذر لأي أحد في عدم تعلم أبنائه.
دراسة هذه المدة يجب أن يؤخذ أساتذتها من نفس الناحية إذا كان فيها من يستطيع القيام بذلك، وإلا يحول إليها من المناطق الأخري التي أصبحت المحاظر الحرة القرآنية العربية  كثير خريجوها ولله الحمد.
وعند تبني هذه الفكرة الأخروية الدنيوية باقية الأجر والسمعة فيمكن تكوين لجنة موسعة من الخبراء في التخطيط والتأسيس لوضع لبناتها التي يرضي عنها الجميع .
وهنا أرجو من الله أن لا يتدخل شياطين موريتانيا في التفصيل ليذروا الفكرة قاعا صفصفا لتعود حليمة الشعب إلي عادتها من التنافر والتنابز بالألقاب ويدل ذلك قوله تعالي : {{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}}.

 

جمعة, 11/06/2021 - 23:32