فتح.. السلطة.. الشعب.. ماذا تريدون منا؟

نادية عصام حرحش

منذ جريمة مقتل نزار بنات والأمور تتفاقم بتعاظم نحو الهاوية. مقتل نزار كمقتل نيفين عواودة ومقتل اسراء غريب. تأبى ارواحهم الرحيل. تأبى الا ان تقتص من قاتلها… وعبثا تحاول على ارض تعيث سلطتها بالأرض والعرض عبثا.
فلا كرامة لإنسان حي وميت.
عذرا نزار، وعذرا لرفاقك من الأرواح الكثيرة التي ماتت او قتلت او زهقت ظلما. فنحن الاحياء لسنا أكثر حياة منكم. نحن نجول الأرض لنشهد على ضعفنا ووهننا وقلة حيلتنا، وأنتم تنظرون من فوق لعلكم تملّون منا وتمضون لعدل عند رب هذا الخلق.
ما الذي تريده السلطة منا نحن الشعب؟
لقد أعلننا استسلامنا منذ زمن. نحن فقط نتخبط تخبط السمكة التي تعرف ان لحظات حياتها بعد ان خرجت من الماء باتت وشيكة. فلقد قتلتم فينا الحياة، ومن تتعاملون معهم كشعب نحن نمثله لسنا الا كتلك السمكات.
شعبكم هو الحيتان والتماسيح والطحالب التي تكدّرت بالمياه وتضحّلت وتحوّلت الى مستنقع ملوّث.
ما المطلوب منا؟
الا نخرج للشوارع مطالبين بمحاكمة قتلة نزار وكشفهم؟
الا نتكلم عن فسادكم؟
ان نشارككم التهاني بتعييناتكم وترقياتكم وافتتاحاتكم؟
ان نكتب فيكم شعرا وغزلا ونكيل المديح عليكم ونغني سوية رام الله جميلة ونصدح بأصواتنا اوبريت رئيسنا العظيم ونوزع كتيبات رئيسنا قدوتنا؟
هل تريدون ان نحول علم فلسطين الى علم فتح ونضيف له لا اله الا الله تأكيدا على تسليمنا لفتح الابية بعد الله ورسوله؟
هل تريدون ان نشغل أغاني فتح ونطلق الرصاص بالهواء ونغلق الشوارع ونفحّط بالسيارات تأييدا لفتح السلطة العظيم؟
هل تريدون ان نعتذر لرجال الامن الذين سحلوا المواطنين وضربوهم ونكلوا بهم واعتقلوهم وذلوهم وحبسوهم؟
هل تريدون الاستسماح من الامن المتخفي بلباس عادي ونتأسف لهم على شدنا ودفعنا وابتزازنا وسرقة هواتفنا وحقائبنا وكسر كاميراتنا؟
هل تريدون ان نرفع الاعلام البيضاء بجانب الاعلام الصفراء مع لا إله الا الله على بيوتنا لنأمن حياتنا منكم؟
هل تريدون قتل المزيد منا؟
هل تريدون زجنا بالمعتقلات؟
هل تريدون فضحنا ونشر صورنا وفيديوهاتنا وابتزازنا والتشهير بنا؟
لكم كل هذا… وبعد؟
ما الذي علينا ان نفعله كشعب من اجل ان تكون فتح السلطة بخير؟
لأننا وبكل جدية نحتاج الى فتح سلطة هادئة غير غاضبة لكي نأمن ما يمكن امنه في حياتنا.
لم نعد نقو علي مواجهتكم. فإعداداتنا مصممة لمواجهة الاحتلال. ومواجهتكم عبثت بعياراتنا الخاصة كشعب. يكفينا اوجاعنا التي لا يكف عن تسبيبها لنا الاحتلال.
يكفينا الفواجع التي لا حول لنا بها ولا قوة.
يكفينا دموع الأمهات على أبنائهم في معتقلات الاحتلال
يكفينا حرقة الأمهات والاباء على فقدان فلذات اكبادهم
يكفينا استيلاء الاحتلال على أراضينا، وتوسيع مستعمراتهم ،وتهويد شوارعنا وحوارينا.
اسرقوا بصمت واخفوا جرائمكم عنا.
أفسدوا وافرضوا علينا الكمامات لكيلا تخترق رائحة الفساد انوفنا وانفاسنا فتسمعون انيننا وتذمرنا.
اعبثوا كما شئتم
نسقوا، استجدوا، بيعوا، اشتروا واخفوا كل افعالكم ما استطعتم
داروا على مصائبكم عنا وجرائمكم وخنوعكم وفسادكم عنا.
واعذرونا، فما ترون من ردود فعل منا ليست الا مؤقتة. نحن كما قلت سالفا، كسمكة تدرك جيدا انتهاء حياتها فتتخبط فقط.
استمروا في عروضكم…
استقبلوا الوفود وتغنوا بإنجازات اللقاحات الفاسدة والاقل فسدا او الأكثر لا يهم.
اشتروا السلاح لتقمعونا
نسقوا مع الاحتلال من اجل اعتقالاتنا وقتلنا
اطربونا باستحقاقات وانجازات امام دول العالم، فنحن خلعنا الكمامات وعم لا يزالوا يرتدونها.
استجدوا إسرائيل وكذِّبوا ما تتناقله صحفهم، وتحليلاتهم ومعلوماتهم وتسريباتهم.
واستمِروا…
استمروا بالدعس قدما على الشعب
نحن نخافكم بالفعل
وصلنا تهديدكم من اعلى صفوفكم الى ادناها.
نعرف انكم تستطيعون كبح جماحنا وقتل ارواحنا وتيتيم أبنائنا وتشريد عائلاتنا وخرب بيوتنا وفضح عوراتنا والتنكيل بنا والتعذيب.
غيروا حكومة، بدلوا وزراء، أكثروا من التعيينات والترقيات، زيدوا أبناء فتحكم فتوحات.
اضيفوا قوانين، احجبوا قوانين.
أنتم أصحاب الشرعية الوطنية والدينية.
أنتم أصحاب الطلقة الأولى والطلقة الأخيرة.
الطلقة الأخيرة التي اصابت كبدنا.
فتح السلطة والشعب الى اين؟

سبت, 17/07/2021 - 11:00