ورقة تعريفية للشريف الإمام الشيخ محمد سعيد صيار

هو العارف بالله الشريف الإمام الشيخ محمد سعيد صيارولد عمي. مجدد زاوية تيكماطين الصوفية.
ولد الشيخ صيار يوم 04 /08/ 1948 في مدينة روصو لوالده الشيخ المربي عمي ولد المختار اندمب و والدته التقية الصالحة فاطمة من الشيخ بار. وانتقل إلى جوار ربه يوم 2020/09/04
عن عمر ناهز 72 سنة تغمده الله بواسع رحمته

نسبه :
ينتسب الشيخ محمد سعيد صيار ول عمي لأسرة شريفة من سادة الأشراف القلاقمة، أبناء الشريف أبي بزول لجده الشريف ، إبراهيم رضوان.. رضوان الله عليهم جميعا.

تعليمه :

تعلم القرآن و العلوم الشرعية عند أخواله و بالأخص مام بار باجن ، وأكمل تعليمه في تيكماطين ، على يد والده عمي و في تيكماطين ، جاءه الفيض الرباني ببركة الذكر والصلاة والتسليم على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فكان ذكارا قواما سجادا ، مؤثرا بلحظه ، وكان دائم الذكر لدرجة أن كل من جالسه خشع وتضرع وذكر الله ورسوله
وعندما زاره وفود مؤتمر تيكماطين الدولي للفكر الإسلامي في كوخه المبني بالطين بطريقة بدائية جدا ، أجهش بعضهم بالبكاء وذكر الله ، ومنهم الأستاذ الباحث حسام تمام من مصر وعبد الحميد مهدي الشيخ رئيس وفد شرفاء ليبيا .

المهنة :
هو شيخ طريقة صوفية ، ومجدد زاوية تيكماطين ومؤسس محظرتها و إمام جامعها وجمعتها سخر الله على يده شفاء الكثير من المرضى، لحكمة وهبه الله إياها، أبا عن جد. وكان المرضى وذوي الأسقام يقصدونه من داخل وخارج موريتانيا كما وهب الشيخ نفسه لقضاء حوائج المهمومين و سد رمق الأرامل و الفقراء و المعوزين.

محيطه العائلي :
تربى الشيخ في أحضان عائلة وهبت نفسها لإكرام الوفادة ، وتوحيد الصف بين لونين مختلفين ولغتين مختلفتين وأبناء دين واحد ، هم أخواله “الولف” من جهة وأبناء عمومته “الشرفاء ” من جهة ثانية. وكان آباء الشيخ وأجداده الشرفاء قنطرة تواصل على حوض نهر السنغال ، وتميزوا بعدة خصال من أهمها :

1- حفظ القرآن وعلومه ، والتشافي بتلاوته و كتابته بخط اليد ، وإرساله لجميع الأمصار.

2- تعزيز التواصل بين الشمال و الجنوب على حوض نهر السنغال ، وبناء أهم المعالم الدينية بمنطقة السنغامبيا من  بير ، كوكي ، انتال ، مصرجوب) …الخ. ودرس على أجداده الكناريين معظم أئمة “الوالو”
على الجانب الآخر من حوض النهر .

أبرز نشاطاته :

كان الشريف الشيخ محمد سعيد صيار متفانيا في خدمة العمل الإسلامي ، ومديد العون والمساعدة للمسلمين . ومن أبرز أعماله:

1 – تأسيس منصة العمل الإسلامي ، التي جمعت كل الأطياف والحركات و الفاعليات الإسلامية . فكان أول من أسس لذالك في الغرب الإسلامي ، مؤتمر تيكماطين الدولي للفكر الإسلامي و منه تعلمت وقلدت الزوايا والطرق الصوفية هذه المؤتمرات .

2 – كما أنفق الشيخ من جيبه على إصدارات المركز الإفريقي للدراسات و الأبحاث الصوفية التي وزعت بالمجان في عدة دول لغرض التقريب بين المذاهب الإسلامية . ولقت هذه الجهود إعجاب ومباركة مرجعيات دينية و شعية عظمى
و إخوانية كبرى ، وصوفية مرموقة ، ورؤساء جاليات إسلامية من إسبانيا والأوروغواي والولايات المتحدة وبيساو وغيرها ، جميعهم دونوا في كناش” كنار” إعجابهم بنضالات
الشيخ الشريف لتوحيد كلمة المسلمين .

3- تبنى الشيخ المئات من طلبة العلوم الشرعية الوافدين من إفريقيا، خاصة من الجارة السنغال، و القاصدين للمحاظر الشنقيطية
في موريتانيا، وأغدق الشيخ بالهبات لهؤلاء ،خاصة التلاميذ المريديين
الذين وفر لهم السكن والمأوى والمطعم ،طيلة فترة تواجدهم
في المحاظر الموريتانية لطلب العلم.

4- افتتح الشيخ رفقة بعض تلامذته مساجد في الغينيتين وقاد حملة دعوية هناك مما دفع بالعمل الإسلامي قدما في تلك الربوع الإفريقية.

5- دبلوماسيته وبعض مواقفه :

مما يذكر عن الشيخ محمد سعيد صيار ولد عمي أنه كان يسكن في منزل متواضع قيد التشييد في حي ” سنكيم” بالعاصمة انواكشوط ، ولم يكن حينها يمتلك غيرها في ذالك الوقت ، بإستثاء بيتين من الطين ورثهما عن والده في تيكماطين .
وفي تلك الظروف الصعبة ، شاءت الأقدار أن بعث الرئيس معاوية ولد سيداحمد الطايع لطلبه، وأرسل إليه مبعوثين هما :
-الضابط في الحرس الرئاسي، أنذاك، محمد محمود ول التقي
-والعقيد ول الهادي مدير أمن الدولة حينها ، وجاءا لطلب الوالد زوالا ، فاعتذر لهما لبعض المشاغل، فعادا في المساء، فذهب برفقتهما ، وهو يرتدي ثوبه المعتاد وبيده سبحته .
ولما دخلوا على الرئيس ولد الطايع ، رحب به واستقبله ، وأخبره ولد الطايع بسبب الدعوة ….الخ ، ثم سأله عن حاجته فاكتفى الوالد بكلمة واحدة ، لاشيء سيادة الرئيس .
لم يصدق ولد الطايع بما سمع ، وسأله ثانية فأصر الوالد أن لاحاجة له عنده ونقلا عن العقيد ولد الهادي أنه  بعد مغادر الوالد لمجلسهم ، قال ولد الطايع أنه يكن الإحترام والتقدير لموقف الوالد غير المسبوق .

وأثناء الإحتقان السياسي/ سنة 2007-2008 طلب رئيس المجلس العسكري المنصرم حينها ، من الشيخ عبر وفد يضم كل من ” البكاي ، قنصل موريتانيا سابقا في جدة و والي انواكشوط ، والوزير با مادين و سعادة السفير السابق محمدفال ولد بلال ، لطلب الوساطة عند الخليفة العام للطريقة المريدية ، الذي كان يمثله الشيخ محمد سعيد صيار في حميع ربوع موريتانيا، زهاء أربعة عقود ، للإستعانة بالرئيس السنغالي حينها عبد الله واد للحيلولة دون فرض عقوبات اقتصادية على البلاد ، بسبب الإنقلاب أنذاك ، لما لذالك من تأثير على الحالة الإقتصادية للمواطنين، فنجحت جهوده نجاحا باهرا وجنب البلاد و العباد المجاعة والحصار الدولي والإقليمي. كما فعل جده الشريف إبراهيم رضوان سنة 1591مع المغاربة ، كما في كتابه مناهل الصفا للوزير الفشتالي.

إرثه :
عاش الشيخ الشريف عيشة البسطاء ، وحرث الأرض بيدبه وعرق جبينه، واقتات من حلال محصوده، وعلم أبناؤه وأتباعه التواضع و خدمة الناس دون من ولا أذى، وكان دائم الحث على حسن الخلق ، وإكرام الضيف ، وساهم الشيخ في نفض الغبار عن مخطوطات وتاريخ تيكماطين ، من خلال استعانته بالأركولوجيين ، المتخصصين في علم الآثار والمخطوطات ، لترتيب مدركات الحفب التي توالت على كنار ، وربط بعضها بعض حتى تأهلت تيكماطين اليوم للمرتبة الأولى في التصفيات المؤهلة للحاق بركب المدن التاريخية الأربعة، وتجسد ذالك في وادان على لسان معالي وزير الثقافة ، المختار ول الداهي مشكورا ، وبحضرة فخامة رئيس الجمهورية محمد ول الشيخ الغزواني وترك الشيخ مكتبة عريقة ومتكاملة من المصاحف المكتوبة بخط اليد ، والأسرار و الحكم و االأوراد والأوقاف.. التي يسترشد بها أبناؤه وأتباعه لإكمال مساره ونهجه القويم وكان الشيخ صيار ينتقي من طلبة محظرته القرآنية كلبة من الأفارقة ومن موريتانيا ليجعل تخصصهم في علوم الأسرار والأوقاف، وتكاد تكون محظرته الوحيدة في المنطقة التي تخصصت في تدريس علم الأوقاف.
وكتبت عنه الباحثة الأمريكية الدكتورة erin petigrew
فصلا كاملا في كتابها عن الأوقاف والأسرار. وتولى نفقات كتابي :
-الفقهاء والصوفية في الغرب الإسلامي ودلالات التقريب
-وكتاب :التصوف والتقريب الطائفي : مصادرة الحق أم تضارب الأولويات ..
اللذين صدرا كتجسيد لمحاضرات مؤتمرات تيكماطين للفكر الإسلامي ، الذي كان الشيخ أول من سن سنة تنظيمها.

قالوا عنه :
قيل عن الشيخ زهاء 200 قصيدة من عيون الشعر العربي
من بينها قصائد لأحمدو ولد عبد القادر
ومحمد محمود الملقب “ممود”بلبلاه
والدكتور محمد المختار ول الخرشي الحيبلي
وأحمد فال ول احمد الخديم
والأستاذ الخليل انحوي
والشاعر محمد لعلي …….وغيرهم كثير من العلماء والشعراء

واعتبره المرجع الديني الشيعي الأعلى في أفريقيا ، آيات الله
عبد المنعم الزين ، أثناء محاضرة له في مؤتمر تيكماطين للفكر
الإسلامي ، إعتبره من أعلام التقريب الطائفي بين المذاهب الإسلامية .

كتبه : الدبلوماسي عمي ول الشيخ صيار

ثلاثاء, 25/01/2022 - 15:46