الشهرة!

محمد اندح

الشهرة قد تكون غاية لعدد كبير من الناس، وقد تكون مصيراً حتمياً لبعضهم من غير أن تكون غاية!

بعض الناس ينالها بالخير من دون أن يسعى لها،  وبعضهم ينالها بالسعي لها؛ وإن اقتضت منه بعض الشر، فهو على مذهب ميكافيلي أن "الغاية تبرر الوسيلة"! 

ووسائل الشهرة كثيرة جداً ومتنوعة، ومختلفة باختلاف طلابها؛ فمثلاً إذا سِرت في الشارع عارياً، فستتحدث عنك الناس وربما تشتهر بينهم فجأة، لأن العيون كلها سترصدك وتستذكر فعلتك! وهذه إحدى أدوات الشهرة الرخيصة!

وإذا سخّرت لسانك لسب الناس والإساءة إليهم والنيل من أعراضهم، وأسرفت في ذلك، فسوف تشتهر بينهم بذلك، وقد يتقيك كثير منهم، لكنهم سيضمرون لك كل الاحتقار!

وفي الكفة الأخرى، هناك من يلفت انتباه الناس بعلمه وقِيَمه أو بقلمه وإبداعه، فيكرم الناس ويُحسن إليهم ليُعرف بينهم بالكرم والشهامة والإحسان، أو يكتب لهم ما يستحسنونه لفائدته واستقامته الأخلاقية فيعرفونه جميعاً بذلك، وهاتان أداتان من أدوات الشهرة أيضاً ولكنها شهرة نبل وشرف!

وهناك الشعراء الأفذاذ، الذين يكتبون شعراً رائقاً يضج بالحكمة أو بالوصف الجميل، فيحكى ويروى في كل موقف، فيشتهرون بذلك، وهناك الفنانون البارعون الذين يمتعون الناس بالشدو الجميل، فيشتهرون بينهم بجمال الصوت وبراعة اللحن، كما كان حال المرحوم سيداتي ولد آبه وابنته المرحومة أيقونة النغَم الفواح ديمي..

وكل ما في هذه الكفة الأخيرة من أدوات الشهرة يعتبر مصدراً نبيلاً وشريفاً، لأنه ناتج عن الإبداع الإنساني، وهذا ما يعز على كثير من طلاب الشهرة، فيتولون عنه ليستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير!
وكلكم ميسر لما خلق له!

ونعرف شيباني حكيم يگول عن ش كامل شين يعود هيّن وكل حد يگد يعدلو، وعن ال واعر الا ش زين ولاهو كل حد يگد يعدلو!

من #أرشيفي 2019

ثلاثاء, 25/01/2022 - 23:06