بلد غني وشعب فقير

حبيب الله أحمد

ما كنا نود أن يكون تفكيرك هكذا ياصاحب الفخامة 
نحن لسنا بلدا فقيرا 
كيف ننعت بالفقر ولدينا السمك والحديد والنحاس والذهب والنفط والغاز والفوسفاط والاراضى الخصبة والمياه الجارية ومجتمع نسبة الشباب فيه تقارب70%
هل يعقل أن نكون فقراء ولدينا بحر سخي ونهر كريم 
لا لسنا فقراء 
إذا كنا بحاجة لوصف لحالة بلدنا فلنقلها بوضوح 
( نحن اغنياء تحت أرض تنام على اهم الثروات التى تحلم بها دول عديدة عبر العالم لكننا فقراء فوقها)
اولنقل( بلد غني وشعب فقير)
بالنسبة للسنغال ومالى وغامبيا مثلا نحن ( دبي) شمال افريقيا 
ليست المشكلة سيادة الرئيس فى صراحتكم ولومتاخرة فنحن نعيش هنا ونعرف الواقع ولكن المشكلة أن زراعة الياس حصادها نفور اجتماعي فطري فى بلدنا 
مرة جلس الرئيس الطيب الودود سيدى محمد ولدالشيخ عبدالله رحمه الله  ببراءة البدو وعفوية هي نفسها ربما التى تحدثت بها امام جاليتنا فى اسبانيا وقال على وسائل الإعلام( ظروفنا صعبة ولانملك سوى كميات علف وقمح فاسد)
ضجت البلاد يومها بأن هذه الصراحة تصل حد إعلان اليأس والإفلاس فى مجتمع تعود أن يقال له وهويرى( ملائكة العذاب) هذه هي ( الحور العين) فينام جائعا منهكا ولكن على حلم وردي 
كلمات ولد الشيخ عبدالله تلك كانت كلمة سر سقوطه فلم يمكث بعدها طويلا 
فأنت إذا قلت لى لايوجد أمل حكمت علي بالياس وانا اقاوم الجوع والعطش والظلم فقط بالأمل 
ولد الطايع كان طبيبا نفسيا 
فى ذروة الجوع والجفاف والازمات كان يزور الولاية الأكثر بؤسا ويخاطب سكانها مبتسما 
( البلد بخير والآفاق مشجعة)
يعرف العامة أن البلد ليس بخير لكنهم لا يريدون للرؤساء الذين اخذوا خير البلد أن يتقاسموا معهم تلك الحقيقة لأن ذلك صراخ من فوق الجبل يصعب تحمله
أن يدمر الرئيس الواقع ثم يحارب الامل فتلك هي الكارثة 
اعرف أن المناظر الجميلة تستفز لاوعي الشعراء ليبوحوا حتى بالمسكوت عنه 
وربما يتنزل حديثكم سيادة الرئيس فى ذلك السياق ولاغرو فللشعر بكم علاقة وراثية ومناظر الأندلس استفزت كل الشعراء حتى تجاوز بعضهم المناطق الرخوة فى لاشعوره فباح 
فهل تكونون أول رئيس باح واستباح وصرخ واستصرخ وذكر الواقع المأساوي فى دقيقة كلام واحدة كما فعل الملك الضليل ذات مطلع( قفا نبك....)
سيادة الرئيس احيانا تكون الصراحة مدمرة خاصة إذا جاءت بعدعقود من الكتمان 
لايحب الموريتاني الفحوص 
يقول لك( كتب لى طبيب فحوص دم واشعة لكننى رميت الورقة إذاكان بداخلى مرض عضال فليسترح فى جوفى لا أريد مواجهته)
كذلك المجتمع الموريتاني كله يعكس المثل فيسمع فقط كلام من يضحكه لأمن يبكيه 
العامة لايودون أن تقاسمهم الحكومات واقع البؤس والفقر 
إذاقال وزير لعامي إنه فقير فسينهار العامي نفسيا لأن العلاقة بينهما هي( كل انت وتمتع واسكت ودعنى لمعاناتى)
نحن فقراء لاننا بلاشعور وطني 
فقراء لأن الأسر تحكمنا لاالقوانين 
لان التعيين بالولاء لا الكفاء 
لان ثرواتنا ملك للاجانب لانتحكم فيها 
لاننا جمال تحمل على ظهورها الودع فى طريق مظلم ضيق بلاافق منذاول انقلاب عسكري عام1978وحتى اليوم 
نحن اغنياء فقط لنتحكم فى ثرواتنا ولنحتكم للعدالة والقانون وتكافؤ الفرص 
فقط ليعد وطننا لمواطنيه سيادة وكرامة وثروات وعدالة
 

جمعة, 18/03/2022 - 13:23