عيـــد الأم

محمد الامين سيدي مولود

لا يعرف قيمة الأم إلا من فقدها ـ أسأل الله أن يطيل لكم أعمار أمهاتكم، وأن يرحم من غادر عالمنا منهن ـ لذلك من استطاع منكم أن يستغل أي لحظة في جانب "دوحة الرحمة" فليفعل، ضاحكوها أحسنوا إليها، توددوا لها، داعبوها، سوف تأتي لحظات تتمنون لو تعود الحياة إلى الوراء، ولات حين مناص!
كنت أصغر إخوتي وكنت ظل أمي أينما ذهبت، كانت "تعاقبني" إن تأخرت عن البيت بالنوم والاستحمام، تناديني بأجمل الألقاب وألطفها، وأحيانا تتبعني إلى أماكن اللعب مع زملائي تجلس ليلا تنتظر حتى أنتهي وتصطحبني للبيت، كانت هادئة جدا، كريمة جدا، رحيمة جدا، وهل رأيتم أما غير رحيمة أو غير لطيفة؟!
ذات خريف وأنا طالب إعدادي نعاها الناعي بعدما كانت تتعالج في نواكشوط، وكنت في ريف الأعماق، ولا تسألوا عن عمق ألم ذلك، ولا ما أعقبه من عطب نفسي واضطراب في المسار الحياتي والدراسي، ولا عن تلك الفجوة التي جوفت الكون الخ
كلما تقدم العمر أحسست بقرب منها، هنالك مسار ومصير لا بد أسلكه، المسافة التي تزداد زمنيا بيني وإياها تقترب من هذا المنطق. أمي، أراها في عيون الصغار كأنهم ظلها، فإحساسي تجاههم يمثل جسرا نفسيا داخلي ببعض ما كانت تحسه تجاهي، أراها في كل لمسة رحمة أو حنان أو لطف ألاحظه في هذا الكون، سواء تعلق بي أو بالمحيط الحياتي من حوالي، أراها في كل جمال وكل لحظة سعادة أعيشها ولو كانت نسبية، فأي سعادة بعد فقد الأم؟!
لا يمكن للحروف أن تعبر عن قيمة الأم مهما كانت بلاغة كاتبها، ولا عن رحمة الأم، ولا عن نعمة وجود الأم، ولا عن مرارة فقد الأم، فاستغلوا هذه النعمة، أدام الله علينا وعليكم نعمه، ولا تنسوا من رحل من الأمهات من الدعاء والبر.
"ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا"

اثنين, 21/03/2022 - 17:55