في الخطاب والإقالة

محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم 

أعني بالخطاب خطاب الرئيس الذي نعى الحكومة وبالإقالة إقالتها.
 أولا: فيما يتعلق بالخطاب أعتبره سابقة إذ أن من سنن السياسة الفاسدة  أن يمدح رئيس الجمهورية حكومته وإدارته ولا يقبل من أي كان نقدها.
 لقد تجاوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هذه القاعدة فعرى الإدارة التي عين مسؤوليها وكشف عوراتها وهذا الحدث يعني :
أولا :أن خطاب رئيس الجمهورية وإقالته للحكومة جعلاه بين خيارين أحدهما مواجهة التيه الاقتصادي الذي تعاني موريتانيا ومنازلة المفسدين منازلة حقيقية ضمن خطة تسييرية تنموية( تأخذ مدى زمنا معينا  لتحقق أهدافا معينة ) يضعها
الاقتصاديون والقانونيون وخبراء التسيير بعيدا عن  الارتجال  والخطابات الإنشائية ،واستبدال الأشخاص بالأشخاص  وتسيير الدولة باجتهادات المسؤولين 
ويعني ثانيا  :أن الرئيس إن تبنى  سياسة  استبدال المسؤولين  الفاسدين 
أو" المحروكين" حسب التعبير العامي  بآخرين  سيجرنا ذلك   إلى  لعبة "جَ نسر واكبظ كسرت وامش  أجاو نسرين كبظ كسرتين كيف النسر اللى اكبظ كسرت وامش 
جاو اثلت انسور كبظ أثلت اكسور ..."ألى  آخر السلسلة السيزيفية  وهذا الخيار  نستبعده جدا ونرجو من الله أن يبعده  عنا.
...................
لابد من عقوبات رادعة :
.........
إن أكل المال العام هو الداء العضال  المعبر عنه بالفساد ولا تمكن محاربته إلا بإجراءات صارمة ؛مثل السجن والحرمان من التوظيف ،واستعادة ما أمكن من المسروقات. أما نزع الفاسد من الوظيفة فقط فهو ضحك على العقول، و تمالؤ مع المفسدين  واحتقار للشعب .
ونحن من يحكم على نفسه بالتخلف لأن  مواردنا الاقتصادية كثيرة ومتعددة وموقعنا الجغرافي جالب للاستثمار ؛
فلماذا تتفوق علينا السنغال مع قلة مواردها الاقتصادية ؟
ألا نعتبر بالمعجزة  الروندية 
تلك الدولة التي تجمع بين قلة الموارد الاقتصادية وتعدد القوميات ؛ واستشراء القبلية في مجتمعها وقد قضت الحرب الأهلية على أكثر من مليون شخص من سكانها 
لما ترأس كاغامي روندا حدد أهدافا ألزم نفسه بتحقيقها وهي المصالحة الوطنية والقضاء على الفقر انطلاقا من محاربة الفساد ؛وإنجاز دستور جديد للبلاد لقد اعتمد الرئيس الروندي  على الخبراء والمتخصصين 
فقدموا له رؤية اقتصادية تهدف إلى تحقيق 44هدفا في مجالات مختلفة لتتحقق المعجزة الاقتصادية الروندية حيث ارتفع دخل الفرد سنة 2015إلى ثلاثين ضعفا عما كان عليه قبل عشرين عاما 
والتجارب الناجحة كثيرة 
وللحديث بقية

سبت, 02/04/2022 - 10:08