القرية الأصل

موسى لبات

العناوين البارزة اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن إشراف رئيس الجمهورية شخصيًا على إطلاق "قرية" للصناعة التقليدية تعيد للأذهان كيف تفرق آباؤنا معشر لمعلمين في القرى والأرياف بحثاً عن العمل وخوفاً من "الحسد و الفتنة".

 

يقال في أساطير أهل لخيام أن لمعلم عندما يكون له أبناء أذكياء يتقنون العمل الحرفي يقوم في مرحلة ما بتفريقهم بين القبائل حسب الحاجة .. ويدعم دعاة هذه النظرية كلامهم بتكرر اسماء أسر من لمعلمين في أكثر من قبيلة نتيجة للترحال. 

 

اليوم وفي منتصف عام 2022 الذي سينظم فيه رعاء الشاء كأس العالم و تدرس فيه "تيسلا" تزويد الأرض بانترنت مجاني .. تطالعنا حكومتنا بقرية للصناعة التقليدية!! 

 

يواصلون الاستخفاف بالعقول.. وحبسها في حيز "التقاليد " وهم في أمسِ الحاجة لعصرنتها واتخاذها سلالما للمشاركة في الثورة الصناعية التي يعيشها العالم.

 

يملكُ رئيسنا جيشاً من المستشارين لماذا لم يوعز له أحدهم أن هذه "القرية" يجب أن تبقى قرية صناعية دون أي إشارة ل "التقاليد" التي تحمل في طياتها إرثاً من الدونية والتهميش!! 

 

هذه الخطوة اليوم تشبه كثيرا حلول النظام السياسي المنصرف .. وحقيبة "البيطرة والمسالخ" التي أوكل تنسيقها لمنت اصوينع عُقب إقالتها من الخارجية على خلفية شكوى من موظف حكومي تابع لها يمتاز ب"كبر خيمة البو".

 

الحقيقة التي يهرب منها دعاة الواقعية أن الهوة الشرائحية لا زالت تتسع وأن محاولات كل الأنظمة المتعاقبة لم تأتي بالنتيجة المطلوبة بما فيها نظامنا الحالي.

 

"جَ لاهي يطبو إنكت عينو"

#ءتوف

خميس, 16/06/2022 - 23:46