ملاحظات على هامش محنة الفتى شبو

مغلاها منت الليلي

 1 -الحمد لله -أولا- على سلامة الإبن شبو بعد 22 ساعة من مصارعة شبح الموت غرقا، وكل التهانئ له بخروجه من هذه المحنة سالما، ومن خلاله لوالديه، وعائلته الكبيرة موريتانيا التي التفت حوله بالدعاء والتضرع والتضامن حتى فرج الله كربه.

   2 - حملت عملية الإنقاذ الأولى من نوعها في تاريخ البلد رسائل عدة من بينها:

   * اهتمام هرم السلطة بتفاصيل الحدث من خلال مواكبة رئيس الجمهورية شخصيا للموضوع في كل مراحله، بدء بالأمر بتشكيل خلية أزمة لإنقاذ الطفل، ووضع أجهزة الدولة في حالة استنفار طيلة ساعات المحنة، مرورا بإعلانه نجاح عملية الإنقاذ، وصولا لاتصاله هاتفيا بوالد الفتى لإبداء التعاطف معه وتهنئته بسلامته والاطمئنان على وضعيته الصحية. 

   * الجاهزية العالية لأفراد قواتنا العسكرية والأمنية للتدخل وحسم الأزمات بجدارة واحترافية عند الاقتضاء.

  *الحاجة الماسة لإنشاء جهاز وطني للطوارئ، مزود بكافة المستلزمات الضرورية لأداء عمله بسرعة وكفاءة، يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية أو قيادة الأركان، وتتوزع فروعه على كل ولايات الوطن.

   *ضرورة إطلاق حملات تحسيس وتوجيه وتوعية للمواطنين المقيمين في الأماكن المهددة بخطر السيول والفيضانات، بإلزامية التزام أقصى درجات الحيطة والحذر من هذه الأماكن خلال موسم الأمطار.

    * الحاجة لإعادة تفعيل هيئة الأرصاد الجوية حتى تضطلع بدورها المحوري كجهاز مكلف برصد الأحوال الجوية والتنبؤ بالكوارث قبل حدوثها، حتى يتسنى للسلطات اتخاذ كافة التدابير التي تضمن التصدي -استباقيا- لأي كارثة محتملة.

  * كان حريا بوسائل الإعلام العمومي أن تكون حاضرة في قضية كهذه باتت قضية رأي عام، لنقل وقائع الحدث أولا بأول لملايين الموريتاتيين المتابعين للأزمة، تقديما للمعلومة الصحيحة ودحرا للشائعات من جهة، وإظهارا لجهود السلطات من جهة أخرى، وطمئنة للمتلقي من جهة ثالثة.

   3 -ختاما تجدر الإشادة بشجاعة الفتى شبو الذي أعطى صورة بطولية رائعة للمؤمن الصابر الموكل أمره لله في خضم الموج المحيط به من جانب... 

وكذلك بروعة الجمهور الذي أمضى ليلته ساهرا على ضفاف المأساة تضامنا مع الفتى المبتلى وتشجيعا له على الصمود حتى يأتي الفرج من لدن رب لطيف رحيم.

 

أحد, 31/07/2022 - 14:32