شيء من أدب ( القائلة) :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

كان المرتضى بن احمد الموسوي شديد الاختصاص بالمعري وله معه مباحثات ومداعبات.
رُوي أن المعري حضر مجلسه يومًا، وجرى ذكر المتنبي، فتنقصه المرتضى، وجعل يتتبع عيوبه؛ لبغضه له، وتعصبه عليه. وكان أبو العلاء على عكسه يتعصب للمتنبي، ويزعم أنه أشعر المُحدثينَ، ويفضله على بشار ومن دونه؛ كأبي نواس وأبي تمام. 
فقال: لو لم يكن للمتنبي إلا قوله: «لك يا منازل في القلوب منازل» لكفاه فضلًا. 
فغضب المرتضى، وأمر به فأُخرج من مجلسه، ثم التفتَ إلى من بحضرته، وقال لهم: أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر هذه القصيدة، مع أن لأبي الطيب ما هو أجود منها؟ فقالوا: النقيب السيد أعرف، فقال: أراد قوله في هذه القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص == فهي الشهادة لي بأني كامل
ويشبه قصة المعري مع المرتضى ما وقع للخالدين مع سيف الدولة، لما عاتباه في تفضيله المتنبي، وقالا: ليختر الأمير ما شاء من قصائده، حتى ننظم ما هو أجود منها.
فاقترح عليهما أن يعارضا قوله:
لِعَيْنَيْك ما يلقي الفؤاد وما لقي == وللحب ما لم يَبْقَ مني وما بقي
فلما كررا النظر فيها لم يجداها من غرر قصائده، ثم فطنا إلى أن سيف الدولة أراد بهما قوله فيها:
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق == أراه غباري ثم قال له الحق
فأحجما عن المعارضة ولم يعاوداه. 
وفي رواية أن هذه القصة وقعت للسَّرِيِّ الرَّفَّاء لا الخالديين.

أربعاء, 21/09/2022 - 10:48