متى الافتتاح الدراسي؟

أحمد محمد المصطفى

هذا السؤال هو الأكثر ترددا هذه الأيام على طول البلاد وعرضها. ومع أن الحكومة سبق وأن حددته نهاية العام الماضي، من خلال النص على أن استئناف الدراسة سيتم في أول يوم عمل من شهر أكتوبر 2022 أي يوم الاثنين القادم، فإن ذلك لم يضع حدا لهذا الجدل والتساؤل، قبل أن يجد مستندا في الإعلان عن لجنة وزارية مكلفة بتحضير الدخول المدرسي والجامعي، ونشر أخبار عن اجتماعها، وانتشار شائعات حول قرارها المنتظر.

يلزم هنا، الإشارة إلى أن هذا الجدل يتجدد منذ فترة طويلة مع كل افتتاح دراسي، ولا ييأس "عشاق" الراحة من "تمني" التأجيل مهما كانت قوة مرجحات عدمه.

و"مشاركة" في هذا النقاش المحتدم، ودعما لـ"أماني" المستجمين، وآمال المنتظرين للتأجيل، أقول إن العديد من المؤشرات تدفع – بقوة – لتوقع إعلان تأجيل الافتتاح الدراسي عشرة أيام إلى أسبوعين، أسرد من هذه المؤشرات:

1. وجود وزير جديد للقطاع، عُين لتولي الحقيبة يوم 06 سبتمبر، أي في وقت لا يفصله عن تاريخ الافتتاح "المفترض" سوى أقل من شهر، وسفره بعد فترة وجيزة من تسلمه الحقيبة إلى نيويورك للمشاركة في قمة أممية هناك (صحيح أنه تولى الحقيبة سابقا، لكنه لم يبق فيها فترة كافية لفهمها، وهي من أكثر الحقائب الوزارية تعقيدا).

2. وجود أمين عام جديد للقطاع، عين يوم 21 سبتمبر، أي في وقت لا يفصله عن تاريخ الافتتاح "المفترض" سوى أقل من أسبوعين (يحتاج فهم القطاع لعدة أشهر)

وهناك من يتحدث الآن عن ارتباك في القطاع، وربما يمضي أبعد من ذلك ويصفه بـ"التخبط" بسبب ضغط التحضيرات على المسؤولين في القطاع، وخصوصا الوزير والأمين العام، واللذين وجدا نفسيهما في خضم "معركة" محتدمة لم يجدا الوقت ولا الظروف للإعداد لها.

3. رتابة عمل اللجنة الوزارية المكلفة بالتحضير للافتتاح، وتأخر إعلان قرارها النهائي إلى الآن (أقل من أسبوع يفصل عن هذا الموعد المفترض!).

4. تأجيل الاجتماع الذي كان مفترضا أن يجمع الرئيس محمد ولد الغزواني والدفعات المتخرجة حديثا من مدارس تكوين المعلمين، ومدرسة تكوين الأساتذة (تم تحديد موعده مساء غد، وتم تحديد مكانه في قصر المؤتمرات الجديد "المرابطون"، قبل أن يعلن عن تأجيله). 

5. وجود مدارس خارج الخدمة، وفي مناطق شعبية تعتمد بشكل كبير في دراستها على المدارس العمومية (في دار النعيم، وفي الأحياء الطرفية في مقاطعات أخرى)، إضافة لما تعرضت له مدينة أطار أمس.

6. توقع أمطار جديدة ربما يكون للعاصمة نواكشوط حظ منها. وهو ما سيعقد من المهمة في حال استئناف الدراسة.

7. تصادف الأيام الأولى ما بعد الافتتاح مع عطلة ذكرى المولد النبوي الشريف، أي أنه في حال بقاء الافتتاح في موعده، فلن تستمر الدراسة سوى يومين أو ثلاثة لتبدأ بعضها عطلة لأيام، متصلة بعطلة الأسبوع (الوزارة تعرف أن غالبية المدرسين لن يسافروا لحضور الافتتاح وهم ينتظرون أيام عطلة قريبة، وأنهم في حال سافروا فلن يجد التلاميذ، لأن ذويهم لن يأتوا لتدريس يومين ثم تتوقف الدراسة).

هناك "قناعة" عجيبة تتردد على ألسنة كثيرين، وهي أن الأسابيع الأولى من السنة الدراسية ليس أسابيع دراسة، وهذا ما يجعل الكثير من الأسر تتأخر في إرسال أبنائها إلى المدارس، وخصوصا المدارس العمومية "المهملة".
توقعي، أن يكون اجتماع مجلس الوزراء بعد غد حاسما في هذا الموضوع، ومن غير المستعبد أن تجتمع اللجنة قبل ذلك ليكون قرار المجلس اعتمادا على خلاصاتها.

اثنين, 26/09/2022 - 19:08