الشاعر.. في مهب عولمة القبح والكراهية

أدي آدب

الشاعرُ يَتَمَيَّزُ برَهافة إحْساسه المَعْهودةِ التي مَنَحَتْهُ العربيةُ – بمُوجِبها- هذا الاسمَ المُشْتَقَّ من ينبوعِ الشُّعُور الإنساني الجَيَّاش،ولذلك فإنَّ رُوحَه الصافية، تُعْتَبَرُ مِرْآةً للبيئةِ التي تُحِيطُ به، فتَتَلَوَّنُ بألوانِها الجميلةِ والقبيحةِ معًا،فعندما يَطْغىَ عليها ثالوثُ:" الماء والخضراء والخد الحسن" يَتَّشِحُ الشِّعْرُ بالغضارة، والنضارة، وتتفاوَحُ أبْياتُه بعبيرالجِنَانِ الغَنَّاءِ،وعطر الحُورِ الحِسَان، وعندما تغْرَقُ المَشاهِدُ والمَناظِرُ بِدَمِ "هابيل" المَسْفوكِ بيَدِ"قابيل"، يَتَزَمَّلُ الشعْرُ بثوْب الحِدادِ ،وتُظَاهِرُ القصيدةُ بيْنَ دِثَارِ النادِبَةِ لِجَمَالِ الوُجُودِ المُنْتَهَكِ،ودِرْعِ الثائرةِ ضدَّ اخْتلالاتِ الحياة السائدة، مُضْفِيةً ـ في الحالة الأولى ـ جَمَالَ الفَنِّ على جَمالِ البيئة،ومُغْرِقَةً ـ في الحالة الثانية ـ قُبْحَ الحياة في جَمالِ القصيدة،لأنَّ الشاعرَ وظيفتُه التَّبَتُّلُ في مِحْرابِ  الجَمالِ،ومُحَارَبَةُ القُبْحِ،في كلِّ تَجَلِّياتِه.

أربعاء, 28/09/2022 - 08:42