ملحمة الداخلية..

اقريني امينوه

حضرت حفل توقيع اتفاقية وزارة الداخلية مع الأحزاب السياسية ليلة البارحة فى مقر الوزارة.
نقاط الاتفاق تملأ الآن المواقع وسنتخطاها.
عند البوابة اوقفني عنصر حرس طيب الملامح: وسألني بتشنج عائلي 
هل انت من أهل السياسة أو الوزارة؟ .
قلت له إني مخبر متربص سأدخل الوزارة لأول مرة؛ ابتسم؛ فالوقت كان مواتيا لذلك؛ فالراتب قد نزل للتو فى الحساب وموسم الخريف يسحب طقسه العجيب .
===
دخلت من البوابة المقابلة تقريبا للمجلس الدستوري؛ كان فى البهو زملاء حقيقيون تبادلنا النكات بصوت منخفض فقد كان هنالك متحمس داخلي يجوب المنطقة بحثا عن لا شيئ.
بدأ عتاة السياسيين فى الوصول الى مقر الحفل فى الخيمة التى تؤجر من عند الشركة التى تتمنى أن تكون جميع أيامنا حملات انتخابية واتفاقيات سرمدية.
أغلب نجوم السياسة يملكون سيارات خاصة وجوه الصف الأول
لكنهم غير سعداء بصريا؛ نصفهم حرر ملابسه من عند غسال الحي بأعجوبة. والنصف الآخر يتسربل فى اوريجنال والسلطان والمقدم؛ والتقديم هنا هو جوهر اللحظة .
====
جاء مسعود بوجهه الطيب بالكاد يتحرك سلم على البعض وشاح وجهه عنه زعيم سياسي باعه فى ثلاث انتخابات نيابية.
===
كان نجم الحفل صاحب الفضفاضة الكيستنائية يوزع ابتسامات خجولة على محظوظي الجانب الأيمن من مجاله الترابي.
كان وزير الداخلية مزهوا باللحظة كأنه يشرف على اتفاق الطائف .
وكان الكل يوزع له الرياح على عجلات مزاجه حتى استوى تماما؛ تبادل القوم كلمات مقتضبة وسارعوا الى وليمة من مشهد من فيلم الرسالة.
===
شهية رؤساء احزاب الدرجة الثالثة كانت مفتوحة؛يبدو أنهم دخلوا فى مرحلة إخواء من يوم وصول بطاقة دعوة الحفل.
لكن  رئيس الحزب الحاكم كان "مصگوما" ولكن البركة فى أحزاب الأغلبية تولت المهمة بانضباط تحالفي رهيب .
*** الصورة من باص يجر كوخا الى انتخابات سابقة لأوانها ؛ بعد توقيع اتفاق تاريخي .

أربعاء, 28/09/2022 - 08:50