بين عَلَمَينْ(من أعلام الشعر الموريتاني):

محمد فال سيدنا الناء

يروى أن "الشيخ عبد الله السالم بن الشيخ محمدو بن حنبل الحسني" كان في سفر بمنطقة "آفطوط" فنزل بظل "تيدومة" للترويح، وكان يحمل في مِيرَتِه شايا وسُكَرا، فأراد "إقامة" "شاي"(أتاي) ولم تتيسر له الأواني لإعداده، وبينا هو في ذلك إذ بِرَكْبٍ ينيخون جمالهم حول شجرة بالقرب منه، فأرسل إليهم يطلب إبريقا و "كأسا"، ليعود الرسول بالمطلب في كمال وجمال... 

وفي المساء أراد الشيخ "عبد الله السالم" المسير، ونادى على رسوله أنْ رُدَّ الأوني لأصحابها مع البيتين:

قد أقمنا بغير دار مُقام == كأس شـــــاهٍ َخَلَتْ من الغثيان

بأوانٍ نضــارة كنضار == لظـــريف الأوان تلك الأواني

 

وكان في القوم الشاعر الكبير: "محمد الأمين ولد الشيخ المعلوم البوصادي" فتناول الرقعة وقرأ البيتين، ثم التفت إلى صحبه قائلا: قد عرفت لكم صاحبهما(وكان ذا قيافة هو وقومه) وأرسل إليه الرد عاجلا:

 

إن في ماقد قلته لمعــــــاني == برقُهـــــا من أبيك ذو لَمَعان

ومُعانيك في المعاني كذوب == ومقالي لذا الكذوب المُعاني:

{أيها المنكح الـــــثريا سهيلا == عمــــــرك الله كيف يلتقيان

هي شــــامية إذا ما استهلت == وســـــهيل إذا استهل يماني}

 

رد عبد الله السالم، وكان يتوق لقاء "ول الشيخ المعلوم":

 

إن دينا به الزمـــــــــان لواني == قد قضـــــاني جميعه الْمَلَوان

بلقاء من الأديب ولـــــــــــولا == أنْ قضـــــــانيه باللقا لَقضاني

فتمثلتُ حـــــيــــن أهدت لقاء == من أديب الزمان أيدي الزمان

إن دهرا يلف شمـــــلي بجُمْلٍ == لزمـــــــــــــان يهم بالإحسان

ونهارا أظــــــــــله لم أزرها == كثــــــمــــــــــانين حجة وثمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رويتُ هذه "الحكاية" عن بعض الثقات شفوية، واتفقتْ روايتهم للأبيات ونسبتها، لكنهم اختلفوا في سياقها.

أحد, 13/11/2022 - 10:50