الخزمتشي.. أو كتبة التقارير في الأردن

سهير فهد جرادات

الخزمتشي، لقب يطلق على من يتم اختيارهم من الأعوان، ويتم (تجنيدهم) عند الدولة.. ممن تكون وظيفتهم نقل المعلومات (من وإلى)، ينقلون وجهات نظر أسيادهم ويعملون على نشرها بين الناس لرصد ردود الأفعال، وإعادتها بموجب (تقارير) كسباً لرضاهم، وبهدف الحصول على المميزات..
الخزمتشي.. كلمة تركية قديمة، تعني خادم القوم أو العبد المأمور بالخدمة، وأما بالعامية تعني (الخادم الذليل، الخباص، ونقال الحكي )، أو الدساس الذي يندس بين الناس (سراً) للتخريب والتوقيع بينهم ليأتي بالأخبار، وهي كلمة ما زالت تستخدم في دول بلاد الشام التي وقعت تحت الحكم العثماني، ويرددها البعض عندما يتلقى أوامر من أحد، بقوله: (شو شايفني خزمتشي عند إلي خلفك)..
الخزمتشية.. يتم تجنيدهم للمنفعة المتبادلة، مهمتهم كتابة التقارير، وهم مجموعة تدعي الحرص على البلد، وبالحقيقة هم غير منتمين، وقلوبهم ليست على البلد، ويسيئون لأبناء الوطن دون وجه حق، يظهرون مالا يبطنون، لأن ما يبطنون به ما هو إلا الحقد والكره وكل همهم إثبات أن كلمتهم مسموعة لدى أسيادهم، إلى جانب أن أعينهم على الكرسي الذي يجلس عليه من يكتبون لهم التقارير، لأن أملهم الوحيد أن يسمح لهم الدخول إلى ذلك العالم والجلوس على ذلك الكرسي لتحقيق أهدافهم الخبيثة، والأهم الوصول إلى ما هو محرم عليهم ( كما يدعون)..
بالمختصر، الخزمتشي.. يباع ويشترى ويؤمر نظير مقابل مالي أو تنفيعة مثل: (تعيين، إدارة برنامج، اشراكك في دورة خارجية، تعيين ابن، مقعد لابنه، نقل الزوجة، أو قد تكون على شكل تقديم إعفاء غرامات خادمة).. حسب المثل الشعبي (ما في شي ببلاش…غير العمى والطراش).

الخزمتشي، يتم تحريكه ب(ألو).. ولا يستخدم معه إلا فعل الأمر (أكتب، أحكي، أخرس، سد نيعك، سمعنا صوتك…..)، وما عليه إلا التنفيذ.. مع العلم بأن بعض هؤلاء الخزمتشية يتم استمالتهم حسب شعار أسيادهم والمعمول به في الكرسي: (كلب يعوي معاك، ولا كلب يعوي عليك)..
المشكلة، بأن بعض هؤلاء الخزمتشية (كبروا أكثر من حجمهم)، ويحاولون أن (يوجهوا أسيادهم) من خلال تقاريرهم المضللة، فوجب التنبيه بضرورة التحقق من مصدر كاتب التقارير وأهدافه وغايته، قبل أن تتشكل قناعاتكم…

نقلا عن رأي اليوم 

ثلاثاء, 21/02/2023 - 14:28