غدا سُيختتم المهرجان، وتعود الدولة أدراجها

عبد الله أشفاغ المختار

هنا قرية جول، التي تحتفي ساكنتها بقدوم الدولة إليها..

الدولة عند أهل جول، مثل أغلب قرى الضفة الموريتانية، تعني موريتانيا، وتعني الرئيس والحكومة بالدرجة الأولى..

 وبالفعل فقد جاءت الدولة بخيلها ورجلها إلى هذه القرية الوادعة، الفقيرة، إلا من كرم أهلها ونخوتهم وبساطتهم..

جاءت الدولة بشبكة كهرباء وبتوسعة لشبكة المياه، وبتوزيعات للأغذية، وبمعدات زراعية، و بقناني الغاز (النصف) ..

جاءت الدولة بحيوية لم تعرفها القرية منذ تأسيسها .. تم ترميم جميع المباني تقريباً لتأجيرها للدولة وضيوف الدولة، واستجلبَ التجارُ مختلف البضائع، وراجتْ السلعُ وعمّ النفع، وانطلق المهرجان الثقافي..

"هي المرة الأولى التي تأتي فيها الدولة لهذه البقعة" يقول أحد أعيان القرية، وتقول السيدة التي نقيم في منزلها " فعلاً كنا بحاجة إلى الدولة.. دفعوا لي ثلاثمائة ألف اوقية لاستضافتكم، وكنتُ في حاجة ماسة لذلك.. لستُ وحدي فأغلبُ المنازل تم تأجيرها، وتم توفير الأغذية فيها".

تزينت القرية فعلاً، وتحولت إلى مدينة جميلة، لكن الخوف كل الخوف من انقشاع فجر الغد..

غدا سُيختتم المهرجان، وتعود الدولة أدراجها، وتعود جول وتيشيت وولاته وشنقيط وودان إلى أدراج النسيان الحكومي..

وكأن ولد الغزواني مطالبٌ بزيارة كل مدينة وكل قرية لكي تتذكرها الجهات المعنية بالماء والكهرباء والغذاء والتعليم..

وكأن ولد الغزواني مطالبٌ بالمكوث في تلك المدينة أو تلك القرية لكي لا تنقطع عنها العناية الحكومية.

سبت, 18/03/2023 - 16:46