عطلة مؤجلة

اقريني مينوه

يعاتبني أصدقائي بسبب ندرة كتاباتي هنا؛ والحقيقة أنني أكتب فى أماكن أخرى؛ تلبية لنداء الواجب؛ فالحياة فواتير كما تعلمون؛ واعجابات الفيسبوك لا تسدد الالتزامات.

===

ولكي أكون " كيوت" فى نظر قراء حقيقيين وآخرين افتراضيين؛ سأكتب كل ما سمح بذلك الوقت واستجاب المزاج؛ والحقيقة أن هذا الأخير عنيد فى فصل الصيف الذي أصبح يتمطط أكثر من نصف العام فى هذه المدينة !.

===

قبل فترة وجيزة عرض علي صديق طفولة نجح فى تخطي دائرة الفقر فى فترة نظام شائت الأقدار أنه يعرف صديقة زوجة وزيره الأول السرمدي.

المهم أن صديقنا هذا حظي بإمتياز صفقة توريد مدة سنة لنصف حاجتنا من الزيوت النباتية والصناعية لأم البلاد الحديدية؛ سنيم . 

===

وبالفعل صار من أصحاب المركبات المرتفعة ويمتلك حسابا بنكيا فى بنك اسباني اسمه مثلج ماليا؛ وهويته البصرية تغنيك شعوريا واشترى شقة فى شارع شهير بالقرب من محطة لاس بالاماس.

===

عرض علي هدا الصديق أن أقضي معه عطلة فى مصيفه فى جزر الخالدات؛ هكذا نسميها فى العربية!!! ولإقتاعي بالفكرة قال إني بحاجة لهذه النقاهة ؛ فالعمل الصحفي الجاد فى مدينة ينشط فيها 376 موقعا إخباريا و 114منصة ويعمل فيها 34تجمع نقابي صحفي؛ لابد أن يستريح فيها المرء من زحمة الزملاء ونشاطاتهم السيزيفية ؛ كما أنه أي الصديق مهتم بقراءة عملي الروائي المؤجل منذ عقد من الزمن. استغربت من اهتمامه الأدبي فعهدي به حين كان ينام بسرعة مذهلة حين يفتح كتاب الرائد للسنة الثانية إعدادي.

===

شكرته وتحججت بعطب أصاب أجهزة الوثائق المؤمنة سيمنعني من تلبية عرضه؛ ولكن الحقيقة أن اروبا ليست لأمثالي؛ على الأقل فى الوقت الحالي.

وحين أحظى بفرصة مماثلة لتلك التى حصل هو عليها؛ سأقضي عطلة شرق مدينة الرشيد فى النصف الثاني من ديسمبر؛ وستكون الليالي هنالك مقمرة وستنصب خيمة صغيرة هنالك قزب ربوة تزينها شجيرات جميلة ؛ وسأدعو صديقي رئيس تحرير صحراء الشيخ محمد حرمة ميدفهو عاشق لتگانت وسيطيب له المقام هنالك. وسينعم بردات من لبتيت وسيستريح من تغطية أخبار عواجل السياسة والسياسيين .

*الصورة : ابتسامة الفتى بائع الجرائد..مصر..2001م

خميس, 25/05/2023 - 14:36