Lemonde: السودان؛ المجتمع الدولي يفضل نظام البشير على الفوضى

تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوداني عمر البشير في ما يمثل أكبر تحد يواجهه الرئيس منذ توليه السلطة عام 1989 كما يقول الخبراء. وقد توفي 22 شخصا في المظاهرات وفقا لتقرير رسمي، لكن المنظمات غير الحكومية الدولية تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا.

في المقابل يقول عبد الوهاب الأفندي الباحث في معهد الدوحة للدراسات العليا إن "جميع الأطراف المتصارعة في المنطقة تتفق على دعم البشير واستمراره في السلطة ويعتقدون أن أي بديل قد لا يكون مناسبًا لهم. بدأت المظاهرات يوم 19 ديسمبر في احتجاجات أثارتها الزيادة في سعر الخبز، لكن سرعان ما تحولت إلى احتجاج ضد عمر البشير.  

وعلى الرغم مما يواجهه من احتجاجات داخل بلاده فما زال الرجل يتمتع بدعم حلفائه الإقليميين مثل مصر والمملكة العربية السعودية وقطر. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مستشار مقرب من الرئيس السوداني في القاهرة الأسبوع الماضي: "إن مصر تدعم بشكل كامل أمن واستقرار السودان، وهما أمران أساسيان لأمنها القومي".

بعد تدهور العلاقات في عام 2017 عندما اتهم البشير مصر بدعم المعارضين السودانيين، وقد تغلبت القاهرة والخرطوم مؤخراً على خلافاتهما. كما دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس السوداني لتقديم مساعدته. مصر قطر والسعودية "ضد أي نوع من التغيير في السودان"، وفقا للأفندي، مضيفا "أنهم يعتقدون أنه إذا حدث ذلك فإنهم سيكونون التالي على القائمة مع ذكرى الربيع العربي في عام 2011.

وقد عانى الاقتصاد السوداني بشكل كبير من الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة عام 1997 بسبب دعم الخرطوم المزعوم للجماعات الإسلامية. وكان النظام قد استضاف أسامة بن لادن في التسعينيات.

وقد سمح التعاون مع واشنطن برفع هذا الحظر في عام 2017 لكن وفقا للخبراء لم تتحقق هذه النتائج المتوقعة لذلك كان على السودان أن يجد شركاء آخرين.

في ديسمبر 2018 وقبل أيام قليلة من بدء الاحتجاجات التقى البشير نظيره السوري بشار الأسد في دمشق ليصبح أول زعيم عربي يزور سوريا بعد اندلاع الصراع في عام 2011. ووفقا للخبراء فقد كان الهدف من الزيارة هو التقرب من روسيا. كما حصلت السودان على دعم مالي من السعودية والإمارات بعد مشاركتها على الأرض في الحرب في اليمن.

وقد استثمرت قوى أخرى مثل الصين مليارات الدولارات في السودان في العقود الأخيرة. ويقول أحد الدبلوماسيين: "بالنسبة لدول مثل الصين وروسيا فان السودان بوابة لإفريقيا"، مضيفا: "وسواء كانوا هم أو الغربيين لا أحد يريد أن ينهار السودان."

ترجمة موقع الصحراء 

المتابعة الأصل اضغط هنا

اثنين, 14/01/2019 - 10:21