انتهى الجدَل حول المأمورية الثالثة.. وكان مسْك الختام

إسلمو ولد سيدي أحمد

لا يختلف أهل الرأي السديد على أنّ التغييرات غير الدستورية لم تعد مقبولة في القرن الحادي والعشرين، وأنّ المشكلات التي تواجه المجتمعات المتمدنة يمكن أن تجد الحلول المناسبة عن طريق الحوار والتفاهم وقرع الحُجّة بالحُجّة، وأنّ مبدأ التناوُب السلميّ على السلطة أمر يجب احترامه. ولعل القرار الحكيم الذي اتخذه فخامة رئيس الجمهورية/ محمد ولد عبد العزيز/ بعدم خرق الدستور، يجعلنا نتفاءل بمستقبل سياسي تكون الكلمة الأخيرة فيه لصناديق الاقتراع.

إننا بحاجة إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة لبعض المستفيدين مِن رَيْع الدولة، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على المكاسب المحققة والبناء عليها في ظل الأمن والاستقرار.

لقد "قطعت جهيزة قول كل خطيب"، وجاء البيان الرئاسيّ القاضي بوضع حدٍّ للجدَل القائم حول فكرة إجراء تعديلات على الدستور للسماح للرئيس بالترشح لمأمورية رئاسية ثالثة.

نغتنم هذه الفرصة لنعرب لفخامة رئيس الجمهورية عن شكرنا وتقديرنا لهذا القرار التاريخي الصائب، منوِّهِين ومشِيدِين بما تحقق في العشرية الأخيرة التي تولى فيها مقاليد الحكم من إنجازات للشعب الموريتانيّ. لقد كانت فترة حافلة بالمنجزات، على المستويين الوطنيّ والدوليّ.

بهذه المناسبة-والشيء بالشيء يُذكَر-سبق أن ترجمتُ (من الفرنسية إلى العربية) مقالًا كتبه الأستاذ الجامعيّ الموريتانيّ/ عبد الرحمن ولد سيد حمود، وجّه فيه انتقادًا لبعض معاوني الرئيس المقربين الذين استغلوا-لمآربَ شخصيةٍ-الثقة المطلقة التي منحها إيّاهم. وقد لفت نظري مضمون الفِقرة الأخيرة من المقال: "ليس هذا الكلامُ صادرًا عن إنسان معارِض، بل إنه كلام إنسان معجَب يُؤسِفه أن يرى هذا العهد المشهود له بالعمل الجادّ، عهد صاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز، ينتهي على هذه الصورة البشِعة المخيّبة للآمال".

يسعدنا اليوم أن يسجّل التاريخ أنّ هذا العهد لم ينته نهاية مخيبة للآمال. فالأمور بخواتمها. وختام عهد السيد الرئيس، كان مطمئنًا وملبيًا لطموحات الشعب الموريتاني.

وعلى رأي مسرحية شكسبير: "كُلُّ شَيْءٍ بِخَيْرٍ إذا انْتَهَى بِخَيْرٍ" (All’s well That ends well).

لقد كان عهد السيد الرئيس بخير لأنه انتهى بخير، بل إنّ الخير طبع-لله الحمد- أهم مراحله. وذلك بتوفيق من الله، وبالجهود الخيرة التي بذلها الغُيُر على مصلحة الوطن من أبناء هذا الشعب الأبيّ الأصيل.

وإذا كان للشعب السودانيّ الشقيق، "سوار الذهب" السوداني- رحمه الله- فإنّ للشعب الموريتاني "سوار الذهب" الموريتاني/ محمد ولد عبد العزيز، أمدّ الله في عُمُره.

وهكذا انتهى الجدل حول المأمورية الثالثة.. وكان مسك الختام.

أربعاء, 16/01/2019 - 11:34