أعرف من تجربتي المتواضعة الكثيرين من أبناء هذا البلد و من جميع الإعراق ... أعرفهم جادين و متميزين و مبدعين في مؤسساتهم و مع ذلك يعيشون الإقصاء و التهميش و ربما الإحتقار و الإذلال في بعض الأحيان و ذلك بسبب اللغة الفرنسية التي تفرض عليهم عنوة ...
في البداية كان المؤسسون الأوائل -حسب بعض التفسيرات- حريصون على تجميع الناس لإستقبال قادة البلد في زياراتهم ... في ذلك الوقت كانت الساكنة قليلة و مشتتة في الفيافي و كان إيمانها بالدولة ضعيفا بل كان شعورها بوجود دولة جامعة شبه منعدم...
يقول صاحب شركة آبل كمبيوتر: كثيرون يسألونني قائلين: "نريد إنشاء مؤسسة فبماذا تنصحنا"... و دائما يكون سؤالي الأول لهؤلاء: ما الذي تودون فعله في مؤسستكم المؤملة؟ ... و يجيب معظمهم ب"لا اعرف"...
يروى أن الرئيس التنوسي الأسبق سأل زميله الليبي مستغربا : لماذا تنفق كل هذه الأموال على المخابرات و ليس على التعليم؟... كانت الإجابة أن الأمر يتعلق بتخوفه من الثورة عندما يتعلم الناس فيدركون حقائق الأمور...
منذ سنواتٍ نظّمتْ إحدى الجامعات رحلة لطلابها -العبرة هنا بالفكرة - و أثناء الرّحلة قام أحد الطلاب بقتل بطّة ... فاستقال وزير التعليم ... وعندما سألوه عن علاقة استقالته بحادث البطة ...