لا يزال الفضاء السياسي في السودان مشوشا ومرتبكا ومتلجلج الخُطى، ويدفع بالبلاد إلى شتى الاحتمالات المرعبة. فدائرة الشر ازدادت، وتزاد اتساعا، وحفيف أجنحة الأرواح الشريرة يملأ المكان!
يبدو أن مقالاتنا عن شرق السودان، أثارت شجونا وذكريات مبهجة عند الصديق والنطاسي الأريب دكتور محمد عبد الله سوارابي، فأتحفنا برسالة إبتدرها بأننا كلنا في الهم شرق!
في مقالنا بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، طرحتُ اقتراحا في شكل سؤال، كنت أراه هاما ومحوريا، ثم تأكدت أهميته اليوم، إثر العاصفة التي أثارها قرار إلغاء دعم الحكومة لأسعار المحروقات في مشروع موازنة الدولة السودانية للعام 2020م، وهو قرار لا يُسأل عنه وزير المالية وحد
تخلّقت فكرة المؤتمر القومي الدستوري في رحم الأزمة الوطنية العامة التي ظل يقاسيها السودان منذ فجر استقلاله في كانون الثاني/يناير 1956، والناتجة من الفشل في بناء دولة سودان ما بعد الاستقلال الوطنية.
فور انتصار ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة في السودان، ارتفعت إلى عنان السماء شعارات ودعوات صادقة ونبيلة تنادي باستعادة الوحدة بين الشمال والجنوب، ولسان الحال يقول أن من تسبب في انفصال جنوب السودان هو نظام الإنقاذ المباد وليس نحن الثوار في الشمال، وما دمنا أطحنا بالإ
في 30 يونيو/حزيران الماضي، اهتزت شوارع السودان بهدير الملايين المصممة على استكمال المرحلة الراهنة من مراحل ثورتها المتفجرة لأكثر من ستة أشهر، فحسمت الأمر وجعلت الاتفاق بين قيادة قوى الثورة والمجلس العسكري الانتقالي ممكناً.
للشهر الثالث على التوالي تتواصل إنتفاضة الشعب السوداني ضد تحالف الفساد والاستبداد الذي ظل ممسكا بتلابيب البلاد لثلاثين عاما، يعمل فيها تخريبا ونهبا لمواردها حتى أوردها مورد التهلكة، ويزرع وسط ناسها الجوع والبؤس، لكنه أبدا لم يتمكن من إقتلاع جذور الأمل والتغيير.