ختاما لسابق المقترحات ؛ أقول -والعون بالواحد في الذات- : أن لغياب التأطير التربوي مشكل كسابقه من المشكلات ؛وطبعا يتولد عنه في الطرح مقترح كالذي تقدم من المقترحات ، وذلك لأن هذا التأطير الذي يعد أساسيا ومحوريا في تكوين وإرشاد المدرسين وتصحيح الهفوات ، لا يرى منه على أرض الواقع إلا واحدا في ختام أشهر الدراسة ؛وأحيانا يكون وقته أسبوعا واحدا قبل كبرى الراحات ، ومن المعروف أن مدته لا تتجاوز عشر دقائق أو خمس عشرة في أحسن الحالات ، والسبب في هذا يرجع إلى عدة أمور منها القديم وهذه المستجدات .. كتقليص الميزانيات الموجهة إلى الإدارات والمفتشيات ، ومنها عدم إصلاح المتعطل من السيارات التي كانت تنشط بها هذه المؤسسات ؛ وعدم إمدادها عوضا عن ذاك بما يمكنها من التنقل والاطلاع على المدارس والبنيات ؛ عمرانية كانت أو تربويات ، ولا يفوتنا هنا أنه في هذا العام تغير ذلك قليلا إذ صرح وزير التهذيب باعتماد جديد في الزيارات ، فصار لزاما على كل مفتش من مفتشي المقاطعات بعد كل عطلة فصلية أن يقف ميدانيا على المعلومات ويحصر التغيبات ، وهذا جيد في حد ذاته؛ لكنه لايكفي بل ينبغي أن تكون هذه الزيارات لهدف التأطير إضافة إلى جمع التغيبات ، فالمدرسون أحوج ما يكونون إلى التوجيه وإعطاء الإرشادات ، والعمل مستقبلا على تصحيح الأغلاط وتحقيق المطلوب في تلك التوجيهات ؛ سبيلا إلى التمكن الأمثل منها والحصول على جودة في العمل وبلوغ الأمنيات ، وتحقيق الأهداف من خلال اكتساب المستهدفين لأمثل المعارف وتوظيفها بأحذق المهارات .
وعليه فإننا هنا نقترح بدل التأطير الوحيد تأطيرا فصليا على الأقل لتعم الفائدة وتنشط الاتصالات بين المدرسين والمفتشين وبقية أشخاص الإدارات ، وإن أمكن بعد ذلك اعتماد التأطير كل شهر فذاك من شأنه المساعدة في تحقيق مأمول النجاحات .
هذا عن التفتيش والتأطير في أساسي التعليم ؛أما عن الثانوي فالحالة أصعب وأكثر تعقيدات ، إذ التأطير إن كثر كان واحدا في السنة ، وكثيرا ما ينعدم في أغلب المقاطعات ؛ لأن المفتشين قلة ؛ والموجود منهم وجد أصلا دون مسابقات..!
ثم إنه لمن بين تلك المقترحات التي تفرض نفسها بإلحاح في هذا الأوان بالذات ؛ اعتماد مبدإ العقوبة وكريم المكافآت ، وذلك لما له من قيمة في جودة العطاء والتناغم في الأداء والدفع بالعملية التربوية نحو الأمام بعيدا عن المعيقات ، والحصول على رضى المدرس عن ماهو فيه من الحالات ..
ومن المعروف عندنا أن من تغيب علق راتبه ؛ لكن من حضر وأخلص وأبدع لا يتغير شيء في التعاملات ..! وإن طال به الزمن في خدمة القطاع بإخلاص وتفان ؛ ومهما بلغ الزمن بذاك عقدا أو اثنين أو ثلاثة وسنوات .
وطبعا مع اعتماد مبدإ العقوبة والمكافآت بصدق ونزاهة ؛سننصف العاملين في القطاع ميدانيين كانوا أو كوادر في الإدارات جهوية كانت أو ضمن المركزيات .. ولقد عانى هؤلاء الميدانيين في ما مضى من الإقصاء والتهميش واستجلاب غرباء على التعليم لإدارة الشأن وتقديم النظريات ، وكرست بذلك طبيعة الإهمال التي ذاق الكل مرارتها في ظل الدولة وما تعاقب عليها من حكومات .
كما أن علينا أن نعتمد في المعلومات التدقيق الجيد بدل الاكتفاء بما تقدمه تلك البعثات التي لا تقف على الحقائق ولا تطأ أقدامها كل المدارس ولا تعاين ما بداخل الحجرات ، بل تكتفي بأخذ المعلومات عن بعد وأحيانا بشفوي التقديرات .
ثم إن علينا تحديد ملامح خريجينا المنتظرين وما نريد من التعليم أن يفرز لنا من إفرازات ، فتحديد الأهداف معين على اكتساب المعارف وتوظيف المهارات وتحقيق ما يقصد من الكفايات التي يعد تملكها عماد الوصول إلى مدمج الأهداف والنهائيات .
كما أن إعادة النظر في انتشار الخريطة المدرسية وما طبعها من تجاوزات يعد من أهم المقترحات ؛ فعلينا إذا أن نعيد تخطيطها من جديد كي نبدأ بحزم أولى الخطوات ، وعلينا أن نراعي في ذلك تطوير البنى التحتيات ؛ ونوقف صرف الأموال في بناء الأعرشة وترميم متهالك الحجرات ؛ التي تعد من الفساد الذي تلطخت به أياد المقاولين في سابق الفترات ، ونعتمد في البنية العمرانية اكتمال عدد الحجرات إضافة إلى وجود سكن لائق للطاقم مع باقي المستلزمات.