سارعت أم لحماية رضيعتها من وحشية المستوطنين، ولكن لم تستطع درء أحد حجارتهم الذي طالها وهي في حضنها، فتعالت صرخاتها، داخل مركبة والدها التي حاصرها هؤلاء القتلة من كل حدب وصوب". "أيسل" ابنة الأربعة أشهر، من بلدة كفر ثلث شرق قلقيلية، ارتطمت بـ" تابلو" مركبة والدها علي شواهنة، عقب تهشم الزجاج الأمامي بحجر كبير رشقه أحد المستوطنين صوبهم، فأصيبت بكدمات في رأسها، وحالة من الرعب الشديد، ووالدتها التي تلقفتها من مقعدها الخاص لم تقو على تثبيتها؛ بسبب الصدمة والتوقف الفجائي للمركبة في حينه.
تفاصيل الحادثة يرويها والدها لـ"وفا"، قائلا: كنا يوم أمس عائدين من حوارة إلى قلقيلية أنا وثلاثة من أفراد أسرتي، بجانب طفلتي الرضيعة، ولكن عندما وصلنا البؤرة الاستيطانية "حافات جلعاد" غرب نابلس، تفاجأنا بمجموعة من المستوطنين اعترضوا طريقنا، وأخذوا يرشقون الحجارة نحو المركبات".
ويتابع "بعض المركبات همت بالرجوع، والبعض الآخر أخذ ينتظر الى حين تسهيل حركة السير، ونحن صدمنا بحجر كبير الحجم هشم زجاج الباب الأمامي حيث تجلس زوجتي برفقة رضيعتها التي بدأت بالصراخ، فتجمعت قوات من جيش الاحتلال حولنا، ومنعتنا من الحركة أو اجراء مكالمات أو حتى التصوير".
وأردف: وبعد ذلك حضرت مركبة اسعاف، وقدمت العلاج للطفلة، ومن ثم تم نقلها الى مستشفى رفيديا الحكومي، لتلقي العلاج.
وفي تعليقه على الحادثة، أشار مدير جمعية مركز مديد للإرشاد والصحة النفسية أحمد دويكات إلى أن تعرض الأطفال لمثل هذه الصدمات يؤدي الى اصابتهم بضغوط نفسية، ناتجة عما يتعرضون له من الخوف والرعب الشديدين.
وتسببت اعتداءات المستوطنين خلال الشهر الماضي في استشهاد المواطنة عائشة الرابي (45 عاما) من بلدة بديا بمحافظة سلفيت، جراء إصابتها بحجر ألقاه مستوطنون صوب مركبة زوجها أثناء عودتهما من زيارة ابنتهما في مدينة الخليل، بالقرب من مستوطنة "رحاليم" القريبة من حاجز زعترة شرق سلفيت، وهي أم لثمانية أبناء.
يذكر أن حكومة الاحتلال لا تراعي أو تلتزم بالمواثيق الدولية التي تكفل حماية الأفراد، ومنهم الأطفال، في إشارة واضحة إلى خطورة ما ترتكبه عناصرها ومستوطنوها بحق أبناء شعبنا، لا سيما في صفوف الأطفال.
"أيسل" من بلدة كفر ثلث شرق قلقيلية، والدها أسير محرر قضى 14 عاما في سجون الاحتلال، وتم الافراج عنه في الثامن من نيسان عام 2016.
ــــــــــ
س.ك
وفا