حكومة الوفاق الليبي تتجه للانتقال إلى طرابلس

اثنين, 2015-12-21 22:06

كشفت مصادر ليبية بالعاصمة طرابلس النقاب عن قرب انتقال حكومة فائز السراج، حال الإعلان عن تشكيلها، لممارسة عملها من مقر محاذٍ لقاعدة "امعتيقة" العسكرية بطرابلس.

وقالت المصادر  إن الحكومة ستحظى بحماية قائد القاعدة، الحصن العسكري العتيد بالعاصمة، بعد إعلانه في بيان رسمي له أمس تأييده لحكومة الوفاق الوطني.

ويمتلك عبدالرؤوف كارة قائد قاعدة "امعيتيقة" قوة عسكرية هي الأقوى بالعاصمة طرابلس، والتي كانت تشكل أبرز القوات المؤلفة لمعسكر فجر ليبيا.

وبحسب مراقبين، فإن التحول المفاجئ لــ"كارة" بخروجه رسميا من عباءة المؤتمر منتهي الولاية بعد أكثر من سنتين من تبعيته المباشرة لرئاسته، ينبئ بقرب الانهيار الكامل لمعسكر "فجر ليبيا" في شكله السياسي والعسكري.

ومع التوقيع النهائي للاتفاق السياسي، بدأت الجبهة السياسية لمعسكر فجر ليبيا، المسؤول عن الفوضى في البلاد، لاسيما تمكين تنظيم داعش من التوسع، بالتصدع بشكل متسارع ينبئ بنهايتها الفعلية.

عبدالرحمن السويلحي أبرز قادة فجر ليبيا وأحد أهم مهندسيها، وصف رئاسة المؤتمر الواجهة السياسية لفجر ليبيا بـ"المسؤولة عن استمرار انقسام البلاد".

وتوعد السويحلي في منشور على صفحته الرسمية أمس بمحاسبة نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر، معتبرا أن التوافق الليبي تأخر بسبب عرقلة أبوسهمين ومماطلته.

وفي ذات الصف، هدد بلقاسم قزيط المنتمي لمدينة مصراتة، وأحد أعضاء المؤتمر، بمحاسبة من يتأخر من أعضاء المؤتمر في الانضمام إلى الاتفاق السياسي، معلنا أن المجلس الأعلى للدولة الذي سيحل محل المؤتمر ضمن الاتفاق السياسي سيباشر جلساته الأولى من داخل طرابلس في الأول من يناير القادم.

وفي الطرف المقابل، أعلنت رئاسة المؤتمر منتهي الولاية، رفضها للاتفاق السياسي وقرب إطلاق حكومة وطنية بالتوافق مع رئاسة مجلس النواب التي يمثلها عقيلة صالح، الرافض للجسم التشريعي الشرعي لهذا الاتفاق السياسي.

وفي ذات المجموعة، أعلن مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، والذي لا يزال يعمل بطرابلس، تأييد من المؤتمر عن فتاواه ببطلان توقيع الاتفاق السياسي شرعا، معتبرا أن من شارك في التوقيع على "باطل"، وأن من لم يوقع هو على "حق" داعيا المؤتمر بضرورة إعلان حكومة وطنية بشكل سريع .

الخلاف التي تطور إلى انشقاق سريع بدأ بفشل عملية فجر ليبيا التي قادتها مصراته في غرب ليبيا، بعد أشهر من القتال مما دفع قادتها السياسيين بالانضمام إلى عملية الحوار السياسي، وهو الموقف الذي رفضته رئاسة المؤتمر المكونة من عدد من الأعضاء ذي الخلفيات الإسلامية المتشددة المنتمين إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبدالحكيم بلحاج العائد من أفغانستان.

وتدعم رئاسة المؤتمر مجموعة الميليشيات بالعاصمة تعمل تحت اسم "المجلس الأعلى لثوار ليبيا" موزعة مقراتها بين طرابلس والزاوية وصبراته غرب البلاد، إضافة لمقاتلي مجالس الشورى في بنغازي ودرنة وأجدابيا أخيرا .

بينما عملت مصراته ذات الثقل العسكري الأكبر في غرب ليبيا على تقوية تيار يتزعمه "بلقاسم قزيط" الذي توج بانضمام "صالح المخزوم" النائب الثاني لرئيس المؤتمر، مما يعني بحسب مراقبين أن تيار الإخوان المسلمين الذي أعلن في بيان رسمي له قبل أيام عن "تعطيل المؤتمر كمؤسسة تشريعية" هو الداعم السياسي لمصراته في اتجاها التصالحي الجديد .

وتجلت حدة الانشاقات الحادة في اندلاع قتال عنيف المدة الماضية في العاصمة طرابلس بين ميليشيات تابعة لمصراته وأخرى يقودها "غنيوة الككلي" و"هيثم التاجوري" الموالية للمؤتمر انتهت بمقتل العشرات من الطرفين وسيطرة ميليشيات مصراته على موقعين عسكريين هامين بالعاصمة.