حول الحظر و المحاظر

أربعاء, 2016-01-06 06:24
الكاتب ختار ولد دحن حمود

الحرب الباردة بين الإخوان والسلطة تأخذ منحى أكثر سخونة، القرآن هو عنوان جولة الصراع الجديدة بعد فترة من الهدوء رغم تأرجح علاقة الطرفين بين المناصحة و المناطحة. 
شعار القرآن و المساجد و مقاومة التطبيع شكل رأس مال الاخوان الحقيقي الذي مكنهم من تحصيل شعبية معتبرة و استدرار تمويلات داخلية و خارجية ضخمة كانت وقود الحركة و نقطة قوتها و التي تواجه اليوم خطرا حقيقيا بفعل تأميم السلطة للقرآن و المحاظر و دخولها دائرة المنافسة على الجمعيات الخيرية و افطار الصائم سبق ذلك سحب بساط التطبيع من تحت الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني أحد أكثر أجهزة الجماعة نشاطا عبر قطع العلاقات مع إسرائيل كما أن تعاطي السلطة مع الاخوان بعيدا عن سياسات الحظر والإعتقال أفقد الحركة زخم التعاطف الشعبي الذي وفره لها القمع في العهود السابقة فالحزب يقود مؤسسة المعارضة الديمقراطية الرسمية و أذرعه الإعلامية تعمل بحرية مطلقة و قانون الجمعيات و اصلاح المحاظر ستتم المصادقة عليه في برلمان تحظى فيه الجماعة و حزبها بتمثيل معتبر.
هذا التعاطي أربك حسابات الجماعة و خلط الأوراق فالأزمة ستظل في تصاعد كلما قطعت الدولة خطوات أخرى نحو تأميم ما تعتبره الحركة ملكية حصرية لها و تجد الحكومة في تأميمه وسيلة إشغال للرأي العام عن أزمة إقتصادية أصبحت واقعا و متنفسا من التسيب الأمني و فشل الحوار السياسي. 
خلاصة القول أن المكاسب السياسية و المالية هي ما يحرك الطرفين ليس في الأمر غيرة على القرآن أو تحيزا للمحاظر بل هو تكرار لتجارب إسلامية سابقة رفع فيها المصحف خدمة لأهداف سياسية بحتة. 
أفسد الصراع السياسي في حقب سالفة نظام التعليم العصري و خلق أجيالا متنافرة لا يجمعها منهج و لا لسان و هاهو اليوم يحث الخطى لإفساد التعليم الأصلي و خلق محاظر حزبية و أخرى حكومية لكل منها شريعته و منهاجه.