موقف أطراف الحوار: رسالة يستحيل فتح غلافها (رأي)

جمعة, 2016-01-29 18:23
الكاتب شيخنا ولد الناتي

اكتشف الإنسان منذ وجوده على هذه المعمورة قيمة الرسالة في ربط التواصل بين أفراد لم تُتح لهم فرصة اللقاء، إلا أن رسالتنا هذه من المستحيل عليه ومهما كان ذكاؤه فك حبرها اللاصق حتى يتمكن من قراءتها، فقد تم ضبطها ضبطا بحيث لا يستطيع مَنْ وجدها بين يديه الاستفادة مما بداخلها.

هذه الرسالة التي حدثكم عنها لا تزال غامضة حتى على الجهة التي ستبعثها، أما مَنْ وُجهت له فهو الآخر لن يتعرف على ما بداخلها، نظرا لعدم اهتمامه بالرسالة نفسها في الأصل، فعلى الرغم من تأكيده بضرورة بعثها له، فلن يجرب قراءتها حتى ولو كان كاتبها يتفق الجميع على أنه هو الوحيد الذي يملك الحلول السحرية لفكها حتى يتعرف الجميع على رموز تلك الرسالة الغريبة.

مثل هذا النوع من الرسائل يشكل هاجسا سياسيا، وإن كانت هذه العبارة غير مألوفة في القواميس السياسية يستوجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر.

فقد تجتهد الجهة الموجهة للرسالة، فتبعثها في فترة غير مناسبة للجهة المستلمة، حينها تكون الأخيرة في موقف يصعب عليها تجاوزه. كما أن تركيز الجهة المستلمة للرسالة على نقاط معينة قد تخسر من خلاله الجهة المرسلة لها عامل الزمن، فتجد نفسها في مربع لا توجد فيه مخارج.

رسالتنا هذه التي يرى البعض منا أنها المخرج الوحيد للبلاد من كل أزماتها، في حين ترى مجموعة أخرى أنها نوع من عرقلة التنمية السياسية في البلاد.

وبغض النظر عن قراءة الطرفين لهذه الرسالة فإن الوطن أغلى من أن يتم تداوله من طرف جهتين إحداهما مصرة على وجود رسالة وأخرى لا تهتم بها.

حفظ الله قادتنا وشعبنا من كيد الماكرين