
صرح وزير الطاقة الجزائري، صالح خبري اليوم أن بلاده لن تشارك في أي اجتماع لأعضاء منظمة “أوبك” إذا لم يكن هناك إتفاق مسبق حول تخفيض الإنتاج، معللاً ذلك بعدم وجود جدوى من عقد إجتماع استثنائي “مآله الفشل”، حسبما نقلت الصحافة الجزائرية اليوم. وأكد خبري إستمرار المباحثات مع البلدان المنتجة للنفط من أجل التوصل إلى إتفاق يسمح باستقرار السوق البترولية ورفع الأسعار.
و قال الوزير في ندوة صحفية على هامش زياته لمدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية، أن بلاده كانت قد شرعت في عقد مباحثات منذ سنة 2014 من أجل التوصل إلى توافق بين البلدان المنتجة بغية تخفيض الإنناج النفطي.
و إنتقد المسؤول الجزائري غياب التوافق بين أعضاء “اوبك” من أجل تخفيض الإنتاج، و هو ما أدى الى استمرار تراجع الأسعار، مشيراً إلى أن بلاده تنسق أيضاً مع بلدان خارج المنظمة على غرار روسيا. و لمح وزير الطاقة الجزائري إلى إعتراض بعض البلدان الأعضاء في المنظمة على مشاركة بعض البلدان من خارج “اوبك” في إتخاذ قرار خفض الإنتاج، حيث إنتقلت حصة “اوبك” في السوق النفطية العالمية من 44 % في التسعينات إلى 31 %حالياً.
و تعاني الجزائر على غرار بلدان أخرى منجة للنفط، من انهيار أسعار البترول الى اقل من 50 دولاراً للبرميل منذ يونيو/ حزيران 2014، و قد انعكس ذلك الانخفاض على خطط الحكومة التنموية، و هو ما ظهر جلياً في قانون المالية الجزائري الذي صادق عليه البرلمان في 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اذ وجدت الحكومة صعوبة بالغة في تمريره، بسبب ما تضمنه من إجراءاتٍ تقشفية.
و تواجه الجزائر معارضة خليجية شرسة داخل “اوبك” لخفض الإنتاج من أجل رفع الأسعار، حيث رفضت السعودية بدعم خليجي خلال إجتماعٍ للمنظمة في 4 من ديسمبر/ كانون الاول الماضي، مقترح الجزائر و فنزويلا و غيرها. و تعد هذه من اهم نقاط الخلافات في العلاقات السعودية الجزائرية، حيث لم يفلح وزير خارجية المملكة عادل الجبير في تجاوزها أثناء زيارته الأخيرة للجزائر نهاية شهر ديسمبر/ كانون الاول الماضي، و هو ما ترجم علمياً في برودة إستقبال الجزائر لإعلان السعودية تشكيل “الحلف الإسلامي” في 15 من ديسمبر/ كانون الاول، لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” و الذي ضم 35 بلداً، ليست من بينها الجزائر.
و ُيتوقع أن تواجه أسعار النفط مزيداً من الإنخفاض خاصة بعد رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران و عودتها بقوة الى السوق النفطية، حيث صرح نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي مطلع الشهر المنصرم، أن بلاده أمرت بزيادة إنتاج النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا لتطبق بذلك سياستها المتمثلة في تعزيز الإنتاج عقب رفع العقوبات عنها، مؤكداً أن سلطات بلاده أقرت زيادة الإنتاج، رغم تخمة سوق النفط وإنهيار الأسعار.
الى ذلك يرى مختصون أن مشكلة “أوبك” تكمن في عدم الإجماع على القرارات التي تتخذ في داخلها، خاصة مع وجود فريقين أحداهما يعارض خفض الإنتاج و تتزعمه السعودية و يضم كل من الامارات، قطر، و الكويت، والآخر مع خفض الإنتاج من أجل إستقرار السوق و بالتالي رفع الأسعار، و يتبنى هذا الطرح كل من العراق، الجزائر، فنزويلا و نيجيريا و غيرهم. و بذلك تكون “اوبك” قد فقدت تأثيرها في سوق النفط العالمية، رغم إمتلاك الدول الأعضاء المنظمة ل 40% من الناتج العالمي من النفط و 70% من الإحتياطي العالمي وتنتج ما يقارب من 31 مليون برميل يومياً، و يزداد الإنقسام مع تهديد الجزائر بمقاطعة المنظمة و عدم المشاركة في اجتماعاتها المقبلة. يذكر أن “اوبك” تضم الآن اثني عشرة دولة عضواً، و كانت قد تأسست في بغداد عام 1960، من طرف السعودية، إيران، العراق، الكويت وفنزويلا، ومقرّها حالياً في العاصمة النمساوية فيينا.