يبلغ عدد الأنواع النباتية في بلادنا ما يناهز 1400 نوعا نباتيا تنتمي لمائة وسبع 107 عائلات و507 جنس ،معظمها من النباتات العشبية الحولية،تملك هذه النباتات فوائد عديدة فبعضها مثمن والبعض الآخر لم ينل حظه بعد.
يسود الاعتقاد بين الناس ،خصوصا في زمن انتشار المنتجات الكيميائية الصناعية بان النباتات لا تضر إطلاقا وأنها آمنة ، إلا أن ذلك الاعتقاد غير صحيح، فهنالك نباتات تتسبب أضرارا للإنسان أو الحيوان، لكنها قليلة ولله الحمد ،وتتفاوت تلك الأضرار من بسيطة إلي اختلالات خطيرة ، قد تصل للموت وقد تظهر الأعراض بسرعة وقد يكون الأثر تراكميا فلا يلحظ إلا بعد فترة.
تنتشر النباتات السامة في كل الأماكن، فنجدها في المنازل والحدائق و جنب الطرقات و في الحقول والمراعي ،و نحن علي احتكاك مستمر بها ،إلا أنها تتفاوت في طريقة إحداث التسمم ،فبعضها يكون مفعوله بالتغذية والبعض الآخر بمجرد اللمس أو الاحتكاك أو الاستنشاق، كما أن سميتها قد تكون شاملة لكل أجزاء النبات أو منحصرة في احد أجزائه وقد تكون مؤقتة أو دائمة.
تسبب النباتات السامة في بلادنا أضرارا بالغة للإنسان ولحيواناته ،خصوصا في ظل انتشار التداوي بالأعشاب واستخداماتها الجمالية وفي ظل غياب ضوابط مهنية أو تشريعية تنظم هذه المهنة.
لائحة نباتات موريتانيا السامة
ازيد Cienfuegosia digitata
نبات من العائلة الخبازية أزهاره صفراء سام جدا للخراف والعجول، لذلك اقترح مجلس أعيان مدينة تجكجة علي الحاكم الفرنسي، إدراج هذا النبات ضمن لائحة للحيوانات البرية المزعجة ضمت الأسود والذئاب والنمور والثعابين، وتراوحت الجوائز المرصودة لمن يقضي عليها من فرنك واحد لمن يقتل ثعبانا إلي 50 فرنك لمن يقتل أسدا أو نمرا، بينما تصل جائزة من يجمع 100 كغ من نبات الازيد عشرة فرنكات..!.
لمرار Ricinus communis
نبات الخروع البري وقد جمع المستكشف الفرنسي Chudeau, R. عينة منه من ضواحي مدينة اطار عام 1910 محفوظة الآن في متحف التاريخ الطبيعي الفرنسي ،وأوراق هذا النبات وبذوره شديدة السمية ،خاصة إذا ما تم مضغ البذور وكسرها قبل بلعها حيث يحوي مادة “الريسين” السامة.
احدج لحمار Citrullus colocynthis
نبات زاحف من عائلة القرعيات، معروف جدا أوراقه وبذوره شديدة المرارة، إن تغذية الإنسان علي البذور أو لب بكميات قليلة يسبب الإسهال، أما الكميات الكبيرة فتسبب التسمم لوجود مواد سامة مثل الكولوسنثين Colocynthin، تستخدمه النساء للإجهاض في بعض الحالات الخاصة وقد يسبب الموت.
تميشت الذيب nigrum Solanum
عنب الذئب نبات عشبي حولي يتبع الفصيلة الباذنجانية هو نوع عالمي الانتشار، يحتوي على مواد قلوية ، ويُعدُّ من النباتات السامة للأطفال فأكل الثمار الغير ناضجة قد يسبب فقد الذاكرة، كما انه ضار للماشية أيضا ،يكثر في مناطقنا الداخلية خصوصا في الوديان والحقول وثماره سوداء صغيرة في عناقيد تشبه العنب.
اسفل الفيل Cissus quadrangularis
نبات متسلق ذو سيقان لحمية رباعية الأضلاع، ثماره كروية ،ذات عصارة له استعمالات كثيرة في الطب الشعبي في مناطق عديدة من العالم ،كما يستخدمه بعض الرياضيين لتقليل الشعور بالتعب إلا انه نبات سام و يجب الحذر منه.
الرميد Euphorbia calyptrata
من نباتات المناطق الصحراوية الجافة ،يتراوح طوله بين 30 إلي 60 سم وأوراقه مسننة وأزهاره عنقودية خضراء، سائله اللبني سام جدا ومخرش بمجرد لمسه ،لاحتوائه علي أشباه قلويات ويسبب نفوق الإبل.
لعرش Echium horridum
نبات صحراوي كثير الزغب أزهاره خيمية وساقه حمراء اللون يحوي أشباه قلويات مسرطنة ومحدثة للطفرات قام J.G.Adam بجمع عينة من هذا النبات من بلدة امجار سنة 1957 وهي محفوظة الآن في متحف التاريخ الطبيعي الفرنسي.
شم أهل لخل(طبل النيرب) champignons toxiques
الفِطريات كائنات حية واسعة الانتشار ، وضعت ضمن مملكة مستقلة بحد ذاتها تسمى مملكة الفطريات Kingdom Fungi ،وهي لا تقوم بعملية البناء الضوئي، وتعيش إما مترممة علي المخلفات العضوية أو متطفلة علي النباتات وخصوصا الأشجار، تنتشر الفطريات بكثرة في بلادنا ومنها السام وغير السام ونشاهدها علي جذوع الأشجار أو تنبت حرة أثناء فضل الخريف لكن يصعب التمييز بينالانواع السامة والغير سامة ،كما لا توجد دراسة للأسف تمكننا من تحديد طبيعة الأنواع المنتشرة لذلك ينصح بتجنبها نظرا لكون بعض أنواعها شديدة السمية مثل فطر Amanita phalloides والذي شاهدت عينة مشابهة له في بوقادوم بلعصابة، لكن الأمر إلي يحتاج إلي مختص لتأكيد ذلك ،علما أن هذا الفطر تأكد وجوده في المغرب والسنغال.
المهندس: الهيبه ولد سيد الخير
لمتابعة الحلقة الأولى اضغط هنا