فالس ينشر «صورة غير لائقة» للرئيس بوتفليقة

اثنين, 2016-04-11 17:12

نشر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس صورة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثارت جدلا واسعا، خاصة وأنه نشرها عقب عودته مباشرة من الجزائر التي زارها لمدة يومين تظهر الرئيس الجزائري بشكل غير لائق، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين يتساءلون إن كان الأمر مقصودا، أم أنه هفوة من رئيس وزراء فرنسا.
زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، ورغم التوقيع على عشرات الاتفاقيات والعقود، لم تمر مرور الكرام، خاصة وأن جدلا كبيرا سبقها، بعد نشر صحيفة «لوموند» لصورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضمن قائمة المعنيين بفضيحة «وثائق بنما»، مع أن الرئيس الجزائري لم يذكر في هذه الفضيحة، وإنما وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، وهو ما أغضب السلطات الجزائرية التي احتجت رسميا لدى السلطات الفرنسية، لكن الصحيفة لم تعتذر، واعتبرت أن نشر صورة الرئيس الجزائري أمر عادي، وحتى وإن لم يأت ذكره في هذه الفضيحة، لأن رجاله متورطون في قضايا فساد وفي نهب المال العام، وقد ردت السلطات الجزائرية بمنع التأشيرة عن صحافي «لوموند» الذي أراد تغطية زيارة فالس إلى الجزائر، ورغم محاولات الأخير التدخل لدى نظيره الجزائري، إلا أن الرد كان صارما، بل إن تقارير إعلامية جزائرية قالت إن الزيارة كادت تلغى أو تؤجل من الطرف الجزائري بسبب الظروف والتوتر المصاحب لها.
ورغم أن المسؤول الأول عن الجهاز الحكومي الفرنسي حاول التقليل من شأن التوتر، والتأكيد على أن العلاقات الثنائية بين البلدين أكبر من المشاكل الصغيرة، إلا أن الصورة التي نشرها فالس أعادت طرح التساؤلات عن الظروف الحقيقية التي جرت فيها الزيارة، خاصة وأن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الذي كان في الجزائر قبل أيام لم يتحرج من انتقاد السلطات الجزائرية علنا بسبب قضية منع التأشيرات عن بعض الصحافيين الفرنسيين، معتبرا تصرفها خرقا لأخلاقيات مهنة الصحافة، كما أن نشر صورة مماثلة للرئيس الجزائري من الصعب اعتبارها هفوة، لأن فالس يعرف معنى ذلك، وخاصة في هذا الظرف بالذات.
من جهة أخرى أعادت الصورة الجدل حول صحة الرئيس بوتفليقة، الذي كان قد خمد منذ فترة، خاصة وأنها تشبه كثيرا تلك التي بثتها قناة فرنسية قبل ثلاث سنوات، خلال زيارة آيرولت للجزائر عندما كان رئيسا لوزراء فرنسا، كما تطرح تساؤلات عن الطريقة التي يتم بها نقل صورة الرئيس، فالجميع يعلم أن حضور جلسات الاستقبال التي يخص بها الرئيس الضيوف الأجانب غير مفتوحة، إلا لصحافيي ومصوري وسائل الإعلام الحكومية، واختيار الصور وتركيبها يتم على مستوى الرئاسة، فخلال زيارة نائب الرئيس السوري وليد المعلم إلى الجزائر، اكتفى التلفزيون الحكومي ببث صور قصيرة ومن بعيد، ولم يتم بث أي صورة مقربة للرئيس بوتفليقة، لأسباب يمكن تصورها، لكن الإشكال يقع عندما يصر بعض الضيوف الأجانب على تصوير جزء من الاستقبال، مثلما وقع خلال زيارة الأمين العام الأممي بان كي مون، إذ تم تصوير الرئيس الجزائري خلال اللقاء من قبل مصور قدم مع بان كي مون ووضعت الصور على موقع الأمم المتحدة، الأمر الذي دفع بالسفارة الجزائرية في نيويورك إلى الاحتجاج سريعا وتم حذف تلك الصور، لأنها كانت غير لائقة، كما يطرح تساؤلات عن جدوى استقبال الرئيس لهذا العدد الكبير من الضيوف، والذين ليسوا في الغالب رؤساء، وبالتالي يمكن تفادي استقبالهم وتفادي الصداع الذي يأتي من وراء ذلك!