الحرب القذرة..!! (مقال)

ثلاثاء, 2016-04-19 10:32

في زمن توارى الدفاع عن مصالح الأمة خلف المصالح الشخصية داخل طرفي المعادلة السياسية في البلد، وفي ظل الفوضى الإعلامية حيث أصبح السب والشتم والقذف والتجريح أفكارا تقارع بها الحجج، ورفضا لتمييع فكرة الكاتبة بأسماء مستعارة والتي هي حق أصيل تحميه أخلاقيات وضوابط مهنة الصحافة بشروط، وتأكيدا على ضرورة عدم الكتابة بأسماء أشخاص لا يكادون يفكون الحرف، احتراما للثقافة التي هي مسبة ومدعاة للاحتقار هذه الأيام، فإني قررت أن أكتب باسم مستعار وبشكل منتظم في صحيفة الصحراء لظروف خاصة سأشرحها في الوقت المناسب .. وأؤكد هنا على استعدادي الكامل لتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية لأي حرف أنشره.

والله من وراء القصد.

گيمار العطف

................................................................

جون روكفيلير: "خلال هذه الأيام يوجد الكثير من المتشائمين ولكن خلال حياتي التي امتدت لثلاثة وتسعين عاماً كانت الأزمات تأتي وتذهب ولكن يجب أن يأتي الازدهار بعدها دائماً".

 أن يدفع بعض رجال الأعمال من أموالهم الحرام لمن يبيع ضميره، فيشوه صورة  هذا الوطن ويرهب المستثمرين مستغلا في ذلك أن رأس المال جبان، وليمنع أبناء بلده مما يمكن أن توفره هذه الاستثمارات من فرص عمل ورفاه اقتصادي للناس، وأن يدفع أيضا لمنع نشر كل ما يمكن أن يظهر الخطوات الواسعة التي قطعنها في مجال تحسين أداء اقتصادنا كل هذه الأعمال يمكن السكوت عليها لكن  أن تدفع الحكومة الأموال بهدف تحسين صورة البلد وجذب الاستثمارات فهذه أم الكبائر وطريق والفساد، ترى أي العملين أفضل؟

 رغم أني لست على إطلاع بحقيقة أن الحكومة تقوم بهذا العمل، فإني أدعوها للقيام بهذا الإجراء فكل حكومات العالم  التي تسهر على المصالح الاقتصادية لبلدانها، تدفع وبكل شفافية من ميزانياتها لجذب الاستثمارات، من خلال حملات إعلانية ودعائية، كما تترك للمؤسسات العمومية القيام بهذه المهمة أحيانا.. أيضا ادعوا الحكومة وبشكل أكثر إلحاحا أن تضرب بيد من حديد على يد من تسول له نفسه تشويه صورة البلد دون إثبات أو بينة فأن نخسر نقاط على ترتيب حرية التعبير أيسر من أن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الفقر والمرض لأن شذاذ  آفاق عقدوا تحالفا مع الشيطان بأن يضعوا عصي في دواليب اقتصادنا ما لم تفتح لهم الخزائن لنهبها كما تعودوا.

  إن سياسة تجويع الشعب التي يريد البعض أن تكون وسيلة لترحيل النظام تعتبر جرما لا يغتفر فقطع الأرزاق من قطع الأعناق،  اعتقد أن التساهل مع من يعلن الحرب على هذا الشعب في قُوته حتى يتمكن من استعادة الوضع الذي يسمح له بنهب ثروته مسألة لم تعد تحتمل النظر.

أتمنى على صحفينا الشرفاء الانتباه إلى المعركة الخاسرة التي يجرون إليها في مواجهة الشعب الذي يحاربونه في رزقه دون ملاحظة ذلك وعليهم أن يدركوا أن هذه الحرب المستعرة والتي تقودها قوى الفساد التي تم تحيديها عن واجهة المشهد الاقتصادي لاناقة لهم فيها ولا جمل، فموقعهم الطبيعي إلى جانب أبناء وطنهم، على هؤلاء وغيرهم أن  يثقوا أن فخامة رئيس الجمهورية لن يخلد في السلطة بناء على تمسكه بالتناوب السلمي ، لكنهم بحربهم القذرة يتركون للبلد صورة شائهة يصعب إصلاحها، وسيكون مستقبلا من المكلف جدا القيام بذلك بالنسبة لمن يتولى السلطة.

على هؤلاء أن يتقوا الله في الفقراء والأرامل واليتامى و في أبناء العشوائيات و في كل أبناء بلدهم،  إن كل تعطيل لعملية البناء، وحرمان للشعب من الاستفادة من دخول الاستثمارات إلى البلد سيتحملون وزره.

يجب أن لا يصل الخلاف السياسي مع النظام درجة إعلان الحرب على اقتصاد البلد، لكم كامل الحق في أن تختلفوا مع السياسات الاقتصادية للنظام، لكن ليس من حقكم العمل على تكريس الصورة النمطية التي ورث النظام عنكم؛ خلال تسيركم للبلد في المراحل السابقة، ومحاولة تكريس تلك الصورة على أنها حقيقة الوضع الاقتصادي القائم.

 إن التحسينات العديدة التي حدثت حتى اللحظة على المستوى الاقتصادي ـ والتي هي دون مستوى طموحنا لهذا البلد ـ لا يمكن اختزالها في أخطاء مرتبطة بطبيعة العمل البشري والتي تحدث هنا وهناك.

ثقوا أن التاريخ سيقول كلمته، ثم إن الإصلاحات الكبرى التي تمت حتى اليوم يقف وراءها رجالا سهروا الليالي ذوات العدد، ولن يقبلوا أن يتم التراجع عنها قيد أنملة، إن أكثر ما يمكنكم القيام به هو تأجيل قاطرة الإصلاح والبناء إلى حين، لكن هدير محركات هذه القاطرة يصعب الوقوف في وجهه.

وهنا اعتقد  أن الخيارات أمامكم لا يمكن أن تخرج عن أحد احتمالين، إما أن تصروا على الوقوف في وجه القاطرة التي ستسحكقم وفي أحسن الأحوال ستجرفكم بعيدا عن خط سيرها، والاحتمال الثاني أن تعملوا على التأقلم مع الوضع الجديد، ولكم أموالكم التي سلبتم من أفواه أبناء الطبقة الكادحة خلال المراحل الماضية، وهذا الوضع يعطيكم أفضلية على الغير مما يجعلكم على بعد خطوات أمامهم، وتدخلوا في عملية البناء وستكسبون، لأن حرص الدولة  على حماية ثروات الشعب هو نفس حرصها على ثرواتكم لأنها تحتاج لرجال أعمال أقوياء لديهم القدرة على المساهمة في عملية البناء.

لا أستسيغ أن عدم التمييز في حروبنا بين استهداف مصالح البلد الاستيراتيجية، والحرب على نظام نختلف معه سياسيا؟ اعتقد أن بعض من نذر نفسه لمحاربة هذا النظام بعد أن تجرد من أخلاق وقيم المحاربين الشجعان، بات يحل لنفسه أن يضرب تحت الحزام، وهنا اصطدم بصخرة أن للبيت رب يحميه، فقرر أن يغير توجيه نصاله لخاصرة البلد الرخوة، المتمثلة في اقتصاده، بسبب حداثة نشأة الدولة، وضعف الإمكانيات المالية والبشرية، وتأسيس  اقتصادنا خلال سنوات النهب على ما تجود به الظروف المناخية من غيث، ليؤكدوا بذلك أن حربهم مهما وضعوا لها من مسميات واخترعوا لها من مبررات هي في حقيقتها الناصعة حربا موجه ضد الشعب الموريتاني في عملية عقاب جماعي انتقاما من موقفه  المساند للإصلاح.

گيمار العطف