تستعد عاصمتنا السياسية لاستقبال قمتين تباعا: أولاهما قمة مجموعة مسار نواكشوط والثانية قمة مجموعة الخمسة للساحل، وتبذل المدينة أقصى طاقتها لتبدو جميلة. والنظام القائم مبتهج بهذا الحماس الدبلوماسي، الذي تنضاف إليه زعامة الاتحاد الإفريقي وتقدير الأوروبيين للرجل القوي في نواكشوط، إنه المجد أو لا يكون بالنسبة لمحمد ولد عبد العزيز.
لكن الصورة التي تصل إلى الموريتانيين في مثل هذه الظروف لا تبعث على الزهو مطلقا؛ بلد ضائع؛ اقتصاد يغرق يوما بعد يوم.؛ وتفليس غير مسئول للجمهورية؛ ونهب منظم للموارد العمومية؛ والتبجح بالحرب على الفساد في خطاب المواطن الأول بدا أنه فارغ من المحتوى، مجرد كذبة خرقاء.
مثل هذه الوضعية لن يتمخض عنها سوى ما تنجبه وضعيات مماثلة، وهو ما عايناه هنا مرات عديدة وفي الخارج. تنتهي الكذبة دائما بمأساة، مأساة في المقام الأول لمن يطلقها.
لا يوجد شيء قابل للمراوغة؛ لا يوجد سوى رجل واحد هو المسئول والمسئول وحده عما سيكون في الغد، هو من يقود البلد نحو هذا الغد بهواية مخيفة، ومع ذلك تبقى هناك دائما فرصة حتى عندما ينتشر البلاء، توقف وقل لنفسك: كفي، واشعر بالندم وابدأ التصحيح الحقيقي، وليس ذلك الذي أغرق في وضعية مظلمة من الجمود.
انظر لنفسك ولما حولك وستدرك في النهاية أن المناعة معتلة على الأرض.
Biladi N° 977