قام وفد من مشروع الصداقة لمحاربة الغلو والتطرف صحبة مدير التخطيط والبرمجة في وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، بزيارة لجامعة العلوم الإسلامية بالعيون يوم الخميس 26/01/2017، وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على وضع الجامعة ومعرفة مدى جاهزيتها وقدرتها على المشاركة في مواكبة المشروع ودعمه في إطار مهامه التي تتلخص في :
إعداد دراسة متكاملة تشمل الولايات المحاذية للحدود مع جمهورية مالي عن وضع السكان وحاجياتهم في مجال دعم القدرات
البحث عن تمويلات تساعد السكان على الاعتماد على أنفسهم من خلال مشاريع صغيرة مدرة للدخل
وقد قام الوفد خلال زيارته للجامعة بجولة داخل المباني والمنشآت للاطلاع على وضعها اللوجستي، وبعد ذلك عقد وفد مشروع الصداقة اجتماعا مطولا مع الجهاز الإداري للجامعة، بدأ الاجتماع بكلمة ترحيبية لنائب رئيس الجامعة الدكتور تقي الله ولد الطالب جدو فثمن فكرة المشروع مبينا تلاقيها مع أهداف الجامعة، ومعرجا على النشاطات التي قامت بها الجامعة في إطار مكافحة الغلو والتطرف، وفي نهاية حديثة ألمح إلى تجربة البلاد الرائدة في مجال محاربة التطرف فكريا وأمنيا ، بدوره تناول الكلام مدير البرمجة والتخطيط بوزارة الشؤون الإسلامية فشكر القائمين على الجامعة مبديا إعجابه بمستوى التنظيم داخل الأقسام والفروع المختلفة في الجامعة، مؤكدا أن واقع الجامعة تجاوز مستوى توقعاتهم، وأن الجامعة بما تحويه من مصادر بشرية أكاديمية كفيلة بتوفير الظروف الملائمة لنجاح المشروع في جميع مراحله، بعده مباشرة تحدت السيدة عيشة آمدو أوار فقالت إن الزيارة التي نقوم بها اليوم للجامعة تأتي استباقا لبداية المشروع حتى نطلع على الإمكانات التي تتيحها للمساعدة في إنجاز المشروع، وبالفعل فقد كانت توقعاتنا في محلها حيث وجدنا كل ما توقعنا وأكثر في الجامعة، ويرافق وفد المشروع أيضا مسير المشروع محمدو آمادو كلي.
وقد تعاقب الكلام بعد ذلك عمداء الكليات فأعربوا عن استعداد الجامعة للشراكة في موضوع تعتبر نفسها معنية به أولا وآخرا، بل ورائدة فيه بحكم الاختصاص وبحكم القدرات البشرية واللوجستية الهائلة التي تتمتع بها، وقد قدم عميد كلية اللغة العربية الدكتور محمد أحمد ولد السيد خلال الاجتماع ورقة تعريفية عن الجامعة جاء فيها
" تهدف جامعة العلوم الإسلامية بالعيون إلى تزويد السوق الموريتاني بمختصين قادرين على إبراز الصورة المشرفة للإسلام والمسلمين في كل ما يتصل بالعقيدة والشريعة واللغة العربية والعلوم الإنسانية إسهاما منها في المشروع الحضاري الإسلامي الذي تبناه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز المرتكز على الوسطية والاعتدال من خلال إبراز الصورة المشرفة للإسلام وتصحيح الأفكار غير السليمة عنه من جهة وإتباع مناهج وأساليب تدريس تعتمد على قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها وأساسها لها واستخدام العقل في معالجة ظواهر الغلو والتطرف ولذلك ركزت الجامعة على الأهداف التالية التي يعالج كل منها سببا من أسباب هذه الظواهر:
ترسيخ القيم الإسلامية السمحة وتعزيز الثوابت الوطنية
توفير التكوين الأول والمستمر في مختلف ميادين المعرفة
استيعاب خريجي التعليم الأصلي وإعدادهم للاندماج في الحياة النشطة
ترقية البحث العلمي في مجال العلوم الإسلامية والعربية.
ووعيا من الجامعة بتلك المسؤولية ووعيا منها بخصوصيتها الجهوية وضرورة مسايرة التوجهات الأكاديمية الحديثة قامت على المستوى الأكاديمي بمراجعة شاملة للمقررات وكرست جانبا كبيرا لموسمها الثقافي السنوي حيث قدم باحثون وأساتذة محاضرون مختصون بحوثا ومحاضرات حول الغلو والتطرف والإرهاب ومخلفاته الهدامة. كما نظمت بالتعاون مع صالون الولي محمدن ولد محمودن حلقة خاصة عن دور جامعة العلوم الإسلامية بلعيون في محاربة ظاهرة الغلو والتطرف تناول فيها الباحثون موضوع الغلو والتطرف أماكن الخلل وكيفية المقاربة التي تساهم بها الجامعة في التصدي لهذه الظواهر الدخيلة على المجتمعات الإسلامية.
قامت كذلك رئاسة الجامعة باستحداث مركز للبحوث حول الإرهاب والتطرف وسيكون هذا المركز في المستقبل القريب سندا ومرجعا علميا لكل الباحثين المهتمين بهذا المجال وقد أصدرت الجامعة في هذا المجال مطوية تبين التعريف بهذا المركز والمساهمات المنتظرة .
وساهمت الجامعة كذلك في المؤتمر الدولي الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي شهر مارس الماضي والذي تناول دور علماء السنة في محاربة الإرهاب والتطرف".