لوبان تقحم الإسلام والمسلمين بالمناظرة لضرب ماكرون

جمعة, 2017-05-05 14:40

أثارت المناظرة التي جمعت الأربعاء المرشحين المتنافسين على كرسي الرئاسة الفرنسية زعيم حزب "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون ومرشحة أقصى اليمينمارين لوبان ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والأكاديمية، وفي صفوف الجالية المسلمة بفرنسا.

وأجمع العديد من المراقبين على أن ماكرون كان الأكثر إقناعا، في حين اعتمدت لوبان أسلوبا استفزازيا، وهاجمت خلال ساعتين منافسها مستخدمة لغة عنيفة، واصفة إياه بـ"السوقية"، ولجأت للاتهامات والادعاءات غير المستندة إلى أي حقائق.

ووفق استطلاع للرأي نشره معهد ايلاب، فإن ماكرون كان الأكثر إقناعا بالنسبة إلى 63% من الفرنسيين، في حين لم تكن لوبان مقنعة إلا بنسبة 32%.

 

تقييم الأداء:
وأجمع مراقبون على أنه في الوقت الذي ظهر فيه ماكرون واثقا بنفسه متقنا لغة الأرقام، وقدم برنامجه الاقتصادي بشكل واضح فإن لوبان ظهرت مرتبكة وعاجزة عن شرح وتقديم أي حلول للمشاكل التي تعيشها فرنسا، الأمر الذي دفعها للجوء إلى استخدام لغة عنيفة، وإقحام الإسلام والمسلمين في المناظرة من أجل خلط الأوراق لمنافسها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي كلود أسكولوفيتش إن مناظرةالأربعاء "أظهرت الوجه الحقيقي البشع والبغيض لليمين المتطرف الفرنسي الذي سعت مجموعة من وسائل الإعلام إلى  تجميله".

وأضاف الكاتب الفرنسي في تصريح للجزيرة نت أن وصول لوبان إلى الدور الثاني يعكس حجم الأزمة الحقيقية التي تعيشها النخب السياسية التي لم تستطع تقديم برامج في المستوى تستجيب لتطلعات الفرنسيين، كما أن لوبان هي مرآة للمجتمع الفرنسي الذي بات يقبل هذا النوع من الخطاب العنصري.

وأوضح أسكولوفيتش أن "ماكرون كان هو الفائز الأكبر لأنه قدم برنامجا واضحا للفرنسيين، أما مارين لوبان فاستخدمت بشكل فاضح الكذب وحاولت شيطنة خصمها، لأن ليس لها مشروع آخر غير التخويف من خطر الأجانب والإسلام والاتحاد الأوروبي".

 

دعوى قضائية:
وقد أقحمت مرشحة أقصى اليمين مسلمي فرنسا في المناظرة بعدما هاجمت منافسها بحدة واتهمته بمحاباة الإسلام المتطرف، وبأنه يحظى بدعم "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا"، كما زعمت أن الاتحاد يسعى لأسلمة فرنسا، ونشر أيديولوجيا متطرفة.

وتعهدت المرشحة اليمينية بحل الاتحاد في حال فوزها، وبطرد وسحب الجنسية الفرنسية من كل المواطنين المسلمين الذين يتبنون مواقف تتعارض مع مبادئ العلمانية الفرنسية، إضافة إلى حظر الحجاب في الأماكن العامة، وهو ما يرفضه ماكرون.

وقال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية عمار لصفر إن المجلس يستنكر بقوة "الأكاذيب غير المسؤولة وغير المقبولة" لزعيمة اليمين المتطرف، وإن الاتحاد بصدد إصدار بيان رسمي للرد على كل هذه الاتهامات.

وأضاف لصفر للجزيرة نت أن" ما جاء في المناظرة محض ادعاءات مثيرة للسخرية، لكننا هذه المرة لن نسكت عن هذه الحملة المغرضة التي تسعى لشيطنة منظمتنا التي تعمل منذ أربعة عقود على تعزيز العيش المشترك في إطار القانون واحترام قيم الجمهورية الفرنسية وذلك بشهادة كل الحكومات المتعاقبة".

كما كشف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية للجزيرة نت أن الاتحاد يفكر في رفع دعوى قضائية ضد لوبان في الأيام المقبلة.

 

تحريض اليمين:
بدوره، قال عبد المجيد مراري المحامي ورئيس مكتب منظمة أفدي الدولية لحقوق الإنسان إن المناظرة "كشفت حجم الحقد والغل الذي يكنه اليمين المتطرف للمسلمين بفرنسا عبر التحريض ضدهم أمام الملايين من الفرنسيين، وأعتقد أنه يجب توقع الأسوأ معها في حال وصولها للحكم".

ويرى الناشط الحقوقي أن ماكرون سيكون الأكثر اعتدالا من بين كل الرؤساء الفرنسيين في السنين الأخيرة، لأنه كان متوازنا في تصريحاته طوال الحملة الانتخابية ولم يستخدم قط الإسلام ذريعة لجلب أصوات الناخبين، كما أنه لم يزايد على زعيمة اليمين المتطرف حينما كانت تهاجم اتحاد المنظمات الإسلامية.

 

المصدر : الجزيرة