تهديد القسام.. صمت إسرائيلي يسبق صفقة التبادل

اثنين, 2017-05-08 09:54

يجمع محللون سياسيون إسرائيليون على أن تهديد كتائب القسام للحكومة الإسرائيلية بزيادة عدد الأسرى -الذين ستطالب بإطلاق سراحهم بصفقة تبادل مستقبلية ما لم تتم الاستجابة لمطالب الحركة الأسيرة التي تخوض إضراب الحرية والكرامة منذ 17 أبريل/نيسان الماضي- يحمل رسائل مزدوجة للحكومة الإسرائيلية وللسلطة الفلسطينية.

ويدعو تهديد كتائب القسام -برأي هؤلاء المحللين- إلى إخراج الحكومة الإسرائيلية عن صمتها حيال إضراب الأسرى الفلسطينيين، حيث تتعمد تل أبيب ومن خلال تجارب سابقة إلى الإبقاء على ملف الحركة الأسيرة طي الكتمان، وعدم تداول الإضراب في الإعلام الإسرائيلي، والعمل حتى على إفشال أي حراك لدى المجتمع الدولي منعا لإرباك أو إحراج إسرائيل.

 

صفقة تبادل:
رغم السجال الداخلي بين عائلات الثكلى والجنود الأسرى والمستويين السياسي والعسكري بإسرائيل، استبعد المتخصص في الشؤون العربية والفلسطينية يواف شطيرن أن تدفع تهديدات كتائب القسام إسرائيل لقبول جميع مطالب الأسرى المضربين.

وشكك في إمكانية أن يؤدي التهديد بزيادة ثلاثين أسيرا على القائمة مقابل كل يوم تتأخر فيه سلطات السجون عن تلبية مطالب الأسرى، لتجاوز أي عراقيل أو عثرات لمسار المفاوضات حول صفقة التبادل.

لكن شطيرن يجزم بأن صفقة التبادل ستبرم نهاية المطاف، ويرجح أن معالمها ستكون مغايرة للصفقات السابقة. ويعتبر أن ما يجري لدى الجانبين بغزة وتل أبيب بمثابة عرض للقوة من أجل الحفاظ على المقدرات، وتحقيق أكبر حجم من المكاسب حتى يتمكن كل جانب من تسويق الأمر لشعبه على أنه انتصار.

وأكد للجزيرة نت أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى لاستثمار إضراب الأسرى للتعجيل بصفقة  التبادل عبر خلق حراك شعبي بإسرائيل، والدفع بعائلات الجنود الأسرى نحو ممارسة ضغوطات أكثر على حكومة نتنياهو.

لكن الأخيرة تتعنت وتسعى لتغيير القواعد والشروط التي رافقت صفقات التبادل السابقة، والتي تميزت بإقدام إسرائيل على أطلاق أعداد كبيرة من الأسرى وهو الثمن الذي لن تدفعه الحكومة بالصفقة المستقبلية وفق شطيرن.

 

دائرة الصمت:
المحلل السياسي عكيفا الدار من جهته يرى أن المستوى السياسي بإسرائيل يرقب الانقسام والسجال داخل الشعب الفلسطيني والصراع بين حماس وفتح، ويسوق بأن إضراب الأسرى ما هو إلا جزء من هذه  الخلافات، ونفس الطرح يوجد لدى المجتمع الإسرائيلي الذي ينظر لقضية الإضراب وكأنها خارجية ولا تعنيه.

وأشار عكيفا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن توقيت نشر رسالة كتائب القسام فيه سعي من حماس لتعظيم إضراب الأسرى على كافة المستويات، وربط ذلك بصفقة التبادل، ومحاولة الشروع بمفاوضات مع إسرائيل عبر الإعلام خلافا لما كان بالسابق، بينما ردت الحكومة الإسرائيلية ببحث إمكانية استقدام أطباء أجانب لتغذية الأسرى قسريا.

ولا يعتبر المتحدث تهديد القسام بمثابة مؤشر لاختراق دائرة الصمت التي يلتزم بها نتنياهو تفاديا لإمكانية ارتفاع ثمن صفقة التبادل، ويرى أن ذلك لن يؤسس لحراك شعبي بالمجتمع الإسرائيلي للضغط على الحكومة على غرار صفقة الوفاء للأحرار والجندي جلعاد شاليط.

 

إحداث اختراق:
الباحث في حركات المقاومة بمركز "بيغن-السادات" للدراسات الإسرائيلية الإستراتيجية اللواء احتياط جرشون هكوكين يعتقد أن تهديدات حماس بخصوص الأسرى -والتي تزامنت مع كشفها النقاب عن وثيقتها السياسية الجديدة- تحمل في طياتها رسائل داخلية للفصائل الفلسطينية، وتحديدا حركة فتح، إلى جانب الرسالة الموجهة للحكومة الإسرائيلية.

 

ويرجح هكوهين -في حديثه للجزيرة نت- أن مضمون الرسالة يحمل في جوهره معلومات سرية حول إمكانية إبرام صفقة تبادل مستقبلية، بحيث يهدف توقيتها مع تصاعد إضراب الأسرى لاختراق الرأي العام الإسرائيلي الذي لا يبدي اهتماما بقضية الأسرى وجثامين الجنديين الأسيرين، ولا حتى بالمدنيين الثلاثة الذين تحتجزهم كتائب القسام.

ويرى الباحث أنه لا يمكن فصل الرسالة عن الصراعات الداخلية والانقسام الفلسطيني، مؤكدا أن حماس تهدف لتعزيز مكانتها والحفاظ على شعبيتها بالشارع الفلسطيني في ظل تفاقم أزمة قطاع غزة، والسجال مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتصويره بأنه ليس نصيرا للحركة الأسيرة وأن حركات  المقاومة هي فقط من أنجز صفقات تبادل.

 

المصدر : الجزيرة