أهم ما ورد في المؤتمر الصحفي الذي عقده حزب حركة (افلام) غير المرخص، السيد صامبا اتيام، صباح اليوم بمقر الحزب في مقاطعة السبخة:
تحدث رئيس الحزب عن نقاط رئيسية، يرى أنها تلخص أهم القضايا السياسية الراهنة في البلد، لذلك أراد أن يعرض أمام الصحافة رأي حزبه فيها وهي:
قضية المجالس الجهوية
احتفالات تخليد عيد الاستقلال الوطني والتي ستقام في مدينة كيهيدي.
سجن بعض ولاة أمور التلاميذ في مدينة سيلبابي.
قضية ول امخيطير.
موقف الحزب من ائتلاف المعارضة، ج8.
وأخيرا، قضية العبودية الراهنة في ليبيا.
-
بالنسبة لـقضية المجالس الجهوية، يرى رئيس الحزب أن هذه الفكرة مستوحاة من برانامج الحزب، حيث كانوا أول من دعى لهذا الأمر، لأن موريتانيا تعاني من مشكلتين رئيسيتين؛ المشكلة الأولى هي مشكلة عرقية، والمشكلة الثانية مشكلة قبلية.
يرى الرئيس أنهم يتفقون مع الحكومة في تقسيم البلاد إلى أربعة مناطق رئيسية، لكنهم يرفضون طريقة التقسيم، فهم يرفضون ضم ولايتي كيديماغا وكوركول إلى ولاية اترارزة ولبراكنة، كما أن ضم منطقة النهر والمناطق الزرعية لولاية الترارزة هو أمر مرفوض من طرفهم.
علينا أن لا ننسى أن منطقة فوتا ومنطقة النهر تحملان طابعا تاريخيا وإثنيا يختلف عن بقية الولايات، لذلك لن يكون هناك انسجام بينها وبين ولايتي لبراكنة واترارزة، كما أن هاتين المنطقتين تقومان أساس على النشاط الزاعي، لذلك يجب أن تكونا منطقة مستقلة في هذا التقسيم الجديد.
يجب أن يتمتع الشعب بقدرات بشرية تؤهله لتسيير هذه المناطق الإدارية بطريقة مستلقة عن الدولة.
لا تزال هناك ضبابية في طريقة تقسيم هذه المجالس الجهوية وطريقة تسييرها، فعلى الدولة أن توضع ما تنوي القيام به في هذا الصدد.
-
بالنسبة لـلاحتفال بعيد الاستقلال في مدينة كيهيدي: يرى رئيس الحزب أن الدولة من خلال هذا الأمر تقوم بخديعة واستغلال مواطني هذه الولايات ذات الغالبية السوداء.
فالشعب في مدينة كيهيدي ليس بحاجة إلى احتفال بقدر ما هو بحاجة إلى حل مشاكله اليومية التي يعاني منها. وبالأخص حل مشكلة الإرث الإنساني، ويتسائل قائلا: كيف من المعقول أن تكون هناك طائفة من هذا الشعب تحتفل، في حين أن طائفة أخرى في حداد.
ويضيف: هذا الأمر يقوض الوحدة الوطنية بشكل كبير، وهو أمر خطير على وحدة واستقرار البلد، لا يمكننا أن نحتفل ما لم تتم تسوية هذا الأمر، عندها يمكننا الاحتفال بيوم 28 نوفمبر أي بعيد الاستقلال الوطني وبخروج المستعمر من بلادنا.
حل مشكلة الإرث الإنساني بالنسبة لصامبا اتيام لابد أن تمر بأربعة خطوات أساسية وهي:
أولا: كشف الحقائق، ماذا جرى وكيف ومن المؤول عنه.
ثانيا: العدالة، تحديد الجناة ومعاقبتهم.
ثالثا: التعويض، تعويض أسر الضحايا ورد الاعتبار لهم.
رابعا: التخليد، ويعني به تخليد هؤلاء الشهداء، والاعتراف بهم من طرف الدولة كشهداء وطن.
جميع الحلول الأخرى التي لا تمر بهذه المراحل الأربعة ستظل غير مجدية، حسب تعبيره.
-
بالنسبة لـقضية الأحداث في سيليبابي، يقول صامبا اتيام: يمكن أن نتفهم سجن الطلاب الذين قاموا بالاحتجاجات، فهذا أمر إداري كثيرا ما تقوم به الدولة، وهي مشكلة بين المدرسة وطلابها، لكن ما لا يمكن فهمه، هو سجن أولياء التلاميذ، الذي يطالبون بحقوق أبنائهم، وينددون بالحالة المزرية التي تعيشها المدارس هناك.
ثم يضيف: لا أعتقد أن هذا النظام يفهم خطورة ما يقوم به هناك. نحن ندين بشدة ما حدث لمكتب أولياء التلاميذ في مدينة سيليبابي.
-
قضية ول امخيطير: يرى صامبا اتيام أن رئيس الجمهورية محمد ول عبد العزيز يتلاعب بمشاعر الموريتانيين، ويستخدم الدين لمصالحه الخاصة ولمصلحة نظامه، فحين تكون المظاهرات في صالحه، فإنه يستقبلها بالورود ويخرج للمتظاهرين محييا لهم، وحين لا تكون في صالح نظامه يقوم بقمعها بشدة. وهذه هي لعبته مع الإسلاميين دائما، يستغلهم لصالحه، وحين لا يكون هناك داع فإنهم يقمعهم.
يطالب صامبا اتيام بضرورة توضيح موقف الدولة، الذي لا يزال غامضا. ويضيف أن القوانين التي شرعت أخيرا تأخر موريتانيا وتردها لعصور الظلام والتطرف، نحن نسير إلى الوراء بسبب هذه التشريعات، فهي تؤدي إلى تقييد الحريات والتضييق على حرية التعبير.
علينا أن نرجع إلى إسلامنا الجميل والمتسامح والمعترف بحق الاختلاف، هذا هو إسلامنا الذي نريده، فنحن لا نريد إسلاما عنصريا، ولا إسلاما رادكاليا.
ثم يعقد مقارنة بين موريتانيا والسعودية، فالسعودية التي هي قبلة المسلمين وراعيتهم، بدأ ملكها يقوم بإجراءات تحررية، كالسماع للمرأة بالقيادة إلخ، ثم يضيف: في حين أن الآخرين يتقدمون نحن نسير للخلف نحن التطرف والرادكلية.
نحن ضد المساس بالمقدسات، لكننا مللنا من سفك الدماء ومن القتل باسم الدين.
-
قضية ليبيا: يقول صامبا اتيام: هذه كارثة بكل المقاييس، إنها فضيحة وبربرية شنيعة، لا يعقل أن نكون في القرن الواحد والعشرين ولا تزال هذه المسلكيات تمارس علنا في والشارع وفي وضح النهار.
على الحكومات جميعا، العربية والإفريقية والأوروبية أن تدين هذا الأمر (قضية استعباد المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا).
المسؤولية عن ما يحدث في ليبيا هي مسؤولية مشتركة، فهي مسؤولية إفريقية أوروبية، كما تساهم فيها العقلية الليبية، والتي هي امتداد للعقلية المغاربية حول السود.
هناك عنصرية كبيرة في دول المغرب العربي، (الجزائر مثلا)، والمثقفين الأفارقة والعرب لا يدينون هذا الأمر ويسكتون عنه، في حين يقومون بنقد العبودية الأوروبية للأفارقة.
يجب أن يكون هناك حوار جاد بين الأفارقة وبقية العالم العربي والإسلامي حول هذه القضية، وهذا الحوار يجب أن يضع أسسا للاحترام المتبادل بين هذه الشعوب.
-
العلاقة بين الحزب ومنسقية المعارضة الديمقراطية: نحن عضو في هذه التنسيقية، يقول صامبا اتيام، وقد شاركنا في جميع أنشطتهم، فقد شاركنا في رض الاستفتاء الأخير على سبيل المثال، وشاطرناهم جميع نشاطاتهم.
نحن مستمرون في هذا التحالف ما دام يخدم مشروعنا ورؤيتنا للمستقبل، لكننا نرغب في تغيير موريتانيا وتقدمها، ونرى أن هذا التغيير وهذا التقدم يجب أن يبنى على أسس سليمة تقوم على العدل والمساواة والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات هذا الشعب، وعلى هذا الوضع الراهن أن يتغير.
الوحدة الوطنية ليست لفظا فارغا، فنحن نريد وحدة وطنية حقيقية خالية من الاستعباد والظلم.
نحن بصدد نقاش هذه القضايا معهم (يعني المعارضة) وإذا لم يوافقوا، سنفض هذه الشراكة معهم.
ليست عندنا مشكلة مع المعارضة، بما في ذلك وجود بعض قيادات ول الطايع ضمنها، هذه لم تكن قط مشكلة بالنسبة لنا، مشكلتنا الأساسية هي الرؤية المشتركة، والنظرة المستقبلية، فمن يخدم مشروعنا ووجهة نظرنا ويعمل معنا على ذلك فنحن معه، والعكس صحيح، إذا فمشكلتنا معهم هي توضيح مستقبل البلاد، أي ما يجب أن تكون عليه موريتانيا مستقبلا.
في سؤال للصحراء حول ما إذا كانت الحركة ستشارك في المظاهرات، غير المرخصة، التي دعت إليها المعارضة يوم 25 فبراير، أجاب صامبا اتيام قائلا:
طبعا سنشارك في هذه المظاهرات، فالحقوق تنتزع ولا تعطى، فعلينا أن نناضل من أجل حقوقنا، وحق التظاهر هو حق يكفله الدستور.