اكتشاف أسرع ثقب أسود يلتهم كل يومين كتلة تعادل حجم الشمس
على بعد مسافة 12 مليار سنة ضوئية، اكتشف علماء استراليون ثقب أسود وحشي في الفضاء العميق الذي يقع خارج نطاق الجاذبية الأرضية، وهو أسرع شيء نمواً في الكون، فما قصة هذا الثقب وكيف يمكن الاستفادة منه بحسب رأي علماء الفلك؟
أعلن علماء فلك أستراليون اليوم الثلاثاء (15 مايو/آيار 2018) أنه تم اكتشاف ثقب أسود وحشي في الفضاء العميق - الذي يقع خارج نطاق الجاذبية الأرضية. وقال العلماء أن الثقب الذي تم العثور عليه يعد أسرع شيء نمواً في الكون حيث يلتهم كل يومين كتلة تعادل الشمس التي تدور حولها الأرض.
ويبعد الثقب الأسود الهائل الحجم عن الأرض بمسافة 12 مليار سنة ضوئية، ويقدر حجمه بما يعادل 20 مليار شمس ويتمدد بنسبة 1% كل مليون عام، وذلك وفقا لما قالته الدكتورة كريستيان وولف من مدرسة أبحاث الفلك والفيزياء الفلكية التابعة للجامعة الوطنية الأسترالية.
وأضافت الدكتورة وولف أن "هذا الثقب الأسود ينمو بشكل سريع لدرجة أنه يشع الضوء بشكل أكثر لمعانا بآلاف المرات من مجرة بأكملها، بسبب كل الغازات التي يمتصها يومياً والتي ينتج عنها كثير من الاحتكاكات والحرارة".
وعن الاستفادة من تلك الثقوب، أوضحت الدكتورة وولف أنه يمكن استخدام الثقوب السوداء هائلة الحجم، وهي تسطع، كمنارة إرشاد لمشاهدة ودراسة تشكيل العناصر في الأجرام السابقة بالكون.
وتابعت "إذا قٌدر أن يوجد هذا الوحش في مركز مجرة درب اللبانة التي نعرفها، لكان سيبدو أكثر لمعانا من القمر في أوج اكتماله بعشر مرات، ولكان سيظهر كنجم محدد الموقع بشكل مدهش، بحيث يمكنه جرف جميع النجوم السابحة في السماء".
وتعد هذه الثقوب السوداء الكبيرة وسريعة النمو نادرة للغاية، وتم رصد آخر ثقب منها باستخدام القمر الاصطناعي "جايا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية حيث كان يقوم بقياس الحركات الدقيقة للأجرام السماوية. وتم تأكيد الاكتشاف الجديد باستخدام منظار تحليل الطيف بتلسكوب قطره 2.3 أمتار بمرصد "سايدنج سبرينج" بالجامعة الأسترالية.
DW