كثيرة هي الحقائق التي تختفي في عالم السياسة وكثيرة تلك التي تنبع من حيث لا يتوقعها خبراء السياسة أنفسهم، ذلك ما اتضح في زيارة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي، هذه الزيارة التي كشفت صراعا خفيا كان يسكن باطن الحقد ويتغذى عليه ويستمد قوته من العداء، إنه ذلك الحقد الذي يكنه الوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية ملاي ولد محمد لغظف للوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين، حيث عمل ولد محمد لغظف على إحداث فجوة ما بين الوزراء الذين كانوا في حكومته،واولائك الذين دخلو حكومة ول حدمين وذلك ما احدث نوع من تعطيل العمل في الحكومة الحالية، لقد ترك ولد محمد لغظف استغلال النفوذ كلمة راسخة في وزرائه الذين مازوالوا يعملون لصالحه ويدينون له بالولاء .
ومن بين الحقائق التي كشفتها هذه الزيارة مؤامرة فاشلة كان يحضرها ملاي ولد محمد لغظف حيث بذل الرجل ما بوسعه لاقناع السلطات الادارية بقدرته على استضافة جميع المسؤولين الوافدين إلى المدينة، محاولا الاطاحة بأطر الولاية وإخفاء المكانة التي يتمتع بها هؤلاء الرجال، بدءا بالوزير الأول الحالي وكان خلف ذلك ما خلفه من الحقد والعداء.
لكن الحقيقة التي أظهرها الواقع وكشفتها الزيارة أنه لا مكان لولد محمد لغظف في الولاية و لا محل له في الساحة السياسية لولاية الحوض الشرقي ولا لأنصاره وأن الأغلبية تقف إلى جانب الوزير الأول يحي ولد حدمين وتناصر تعيينه وتؤيد سياسته، ولا أدل على ذلك مما أظهره الناس في حفل الاستقبال و في جميع خطوات الزيارة.
كما أثبتت الزيارة أن ولد حدمين هو الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك حسب مناصريه وما اتضح من خلال الثقة التي يكنها له سكان الولاية في جيمع مقاطعاتها، وأثبتت كذلك أن ولد محمد لغظف دخل في حالة من العداء لم يستطع إخفاؤها، وفشل في جميع خططه عندما حاول إبعاد أطر الولاية عن المشهد وطمس حظهم ومكانتهم ومن أولائك وزير الوظيفة العمومية السيد سيدنا عالي ولد محمد خونه والاطار محمد ولد ديدي والوجيه محد الغيث ول الشيخ الحضرامي ومنتخوالولاية ،
والغريب في الأمر أن ولد محمد لغظف الذي عرف بتواضعه ومسالمته لم يتحمل فوز ولد حدمين عليه بثقة الناس في ولاية الحوض الشرقي ولم يتمالك نفسه حين رأى خططه تبوء بالفشل أمام عينيه ، وجهود نظيره ولد حدمين تحظي بالقبول والفوز حتى صب جام غضبه على ولد حدمين ومضى يوزع حقده عليه في الولاية وبين مناصريه وفي كل مرة يثبت ولد حدمين أنه يسحق اللقب الذي أطلق عليه من طرف أنصاره وأنه فعلا الرجل المناسب في المكان المناسب.
وليس هذا هو كل ما كشفته الزياة من حقائق ما كانت لتدرك لولا هذه الزيارة، وختامه حقيقة أخرى أن ولد محمد لغظف ولما فشلت وسائله قام بتجنيد أحد انصاره ليصرخ امام الرئيس ويقول أن حكومة يحي ولد حدمين فاشلة على جميع الأصعدة كلمة باطل أريد باطل، ظنا منه أن الحقد يبني وهو يهدم، وتبقى مكانة ولد حدمين شامخة رغم أنف الحقود والحسود والواقع شاهد.