ولد قاسم سليماني عام 1957 في بلدة رابور بمحافظة كيرمان الإيرانية لأب فلاح. ويحمل القائد العسكري لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران شهادة الثانوية العامة.
التحق سليماني بالحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائدا لفيلق (41 ثأر الله) وهو في العشرينيات من عمره، ثم تمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
في عام 1998 تم تعيينه قائداً لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي، وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري. ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
عيّن في التسعينيات قائدا للحرس الثوري في محافظته كيرمان على الحدود مع أفغانستان، وساعدته خبرته العسكرية في الحد كثيرا من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران كما كان رائجا.
صعود سريع
في عام 1999 عندما اندلعت ثورة الطلاب في عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، كان سليماني واحدا من 24 قائدا في الحرس الثوري وقعوا رسالة إلى الرئيس، بأنه إذا لم تتصد الحكومة لحراك الطلبة فإن الحرس الثوري سيفعل ذلك، وسينفذ انقلابا ضد خاتمي نفسه.
كان أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب عام 2007. وفي عام 2008 قاد فريقا إيرانيا للتحقيق في مقتل عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله اللبناني، وتوسط في العام نفسه لوقف النار بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع للتيار الصدري في العراق.
تعتقد مصادر استخباراتية أميركية أن سليماني قام بتدريب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997، وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان.
تولى أيضا -بأمر من المرشد علي خامنئي- مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق وأفغانستان التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني. بمعنى أنه يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لحزب الله اللبناني.
التمدد في العراق وسوريا
ذكر تقرير مسرب أن سليماني التقى عام 2009 في مكتب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني بكل من كريستوفر هيل والجنرال رايموند أوديرنو، أكبر مسؤولين أميركيين في العراق في ذلك الحين، في حين أنكر المسؤولان الأميركيان حدوث هذا اللقاء.
في النصف الثاني من عام 2012 وعندما بدأ يظهر عجز النظام السوري عن التصدي للمعارضة المسلحة، تدخل قاسم سليماني بنفسه في إدارة تدخل قوات حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في المعركة بسوريا، من قاعدة في دمشق. وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها سليماني وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو/أيار 2013.
وعلى الجبهة العراقية، شكل حادث سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية بداية الحديث عن الحضور العلني والدور الصريح لقاسم سليماني وفيلق القدس في معارك العراق، وكان أبرزها معركة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين التي تمكنت فيها قوات سليماني والمليشيات الشيعية والقوات الكردية من كسر حصار تنظيم الدولة للمدينة.
وجاء في تصريحات لهادي العامري وزير المواصلات العراقي السابق ومسؤول قوات بدر، الإشادة بدور سليماني في التصدي لتنظيم الدولة ومنعه من اجتياح إقليم كردستان العراق، ولولا سليماني "لكانت حكومة حيدر العبادي في المنفى، ولما كان هناك وجود للعراق".
شخصية العام بإيران
اختير قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني شخصية العام في إيران بحسب استطلاع للرأي، وقد برز اسمه في الفترة الأخيرة كرمز للتدخل الإيراني في العراق وسوريا.
ووفقا لموقع خبر أونلاين الذي أجرى الاستطلاع بمناسبة عيد النوروز -رأس السنة الفارسية- حصل سليماني على 37.3% من أصوات المشاركين. وجاء في المرتبة الثانية في الاستطلاع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي حصل على 29.9% من أصوات المشاركين، بعد أن كان في المرتبة الأولى العام الماضي.
الجزيزة.نت