عن قضية لحراطين: كي لا يكون السكوت علامة للرضا

أحد, 2015-05-17 15:40
محمد فال ولد نوح القيادي بحركة مؤتمر شباب لحراطين

عادت قضية الحراطين الى الواجهة من جديد بعد مسيرة الكرامة التي نظمها ائتلاف الحركات والجبهات ومؤتمر دكار لشباب لحراطين المناوئين لسياسات الإقصائية والمكابرة والنظرة الدونية التي ينتهجها النظام المارق المتحكم في البلد ضد أكبر مكونة في البلد فقد تناولت المواقع القضية ومنها موقع القدس العربي المحترم على وجه الخصوص الأسبوع القبل الماضي عبر أحد كتابه وكتب عن موضوع يتعلق بثورة لحراطين الموعودة.

وتطرق الكاتب للمسيرة النضالية التي مرت بها شريحة لحراطين منذ السبعينات القرن الماضي وتناول فيه ميثاق لحراطين للحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مؤتمر داكار لشباب لحراطين مرورا ببعض الحركات الأخرى كحركة (إيرا) والحركة الوطنية لتحرير المعبدين وترقية الحراطين (الحر) النواة الأولى لكفاح الحراطين في الدولة الموريتانية ضد الممارسات العبودية التي كانت تمارس ضد الأرقاء ومازالت تمارس حتى يومنا هذا والإقصاء والتهميش الممنهج ضد الحراطين.

كما ذكر السيد عبد الله مولزد أصول هذه الشريحة وقال أنهم من أصول زنجية واستطرد قائلا الذين عانوا أوائل هذه الشريحة من الرق ونؤكد هنا أنه لا أصل لما تتطرق له عبد الله مولود حول علاقة الحراطين بالزنوج أو أن كل الحراطين قد تم إخضاعهم للممارسات العبودية إن هذه العقلية الرجعية المزيف لا يروج لها إلا من طرف الجماعتين العرب البربر (البظان ) بأن الحراطنين تعني العبيد والعبيد السابقين أو من طرف الزنوج بأن الحراطين يرجعون اليهم في الأصل وانهم مجاميع تم اختطافهم وإخضاعهم للعبودية.

نبذة عن قومية لحراطين لتصويب الأخطاء التاريخية في حق القومية

ترجع كلمة الحراطين إلى مدلول أو مفهوم واحد لا ثانية له كلمة الحراطين مشتقة من الحراثين من الحرث أو الحضار وتعني هذه الكلمة في اللغة الحرطانية القديمة والأمازغية بصاحب المساحات الشاسعة والواحاة الكبيرة ... 

الحراطين هم قومية مستقلة عن جميع القوميات الموجود في إفريقيا وليست موريتانيا إلا من ضمنهم هذا الشعب هو أول شعب سكن هذه الرمال والأودية والهضاب قبل كل الشعوب التي سكنت هذه البلاد من الزنوج هال بولار وسنكى ولولف والبظان وحتى قبل الشعوب التي اندثرت كشعب بافور وصنهاجة وبني حسان سحب المؤرخين والرحال الذين جالوا بالمنطقة منذ قرون قابرة.

ويعتبر شعب الحراطين من ضمن شعب سكورة الذي يضم الحراطين والأمازيغ والأقليات الأخرى المنتشرة في غرب إفريقيا التي عمرت بالمغرب سابقا أو إفريقية قديما كما أن شعب الحراطين من الشعوب المستقرة التي لم تعريف الترحال ولا التنقل وهنا مقولة يقولها المؤرخون وعلماء هذا المجال بأن الترحال والحضارة نقيضان لا يجتمعان إذ لا يمكن أن تبنى حضارة في ظل لا استقرار ونتقل والتر حال وهذا ما ساعدها في بناء حضارة في بعض المناطق من إفريقيا وموريتانيا على وجه الخصوص في أفطوط وتنيكي ومنطقة لحداد في هذه المناطق حضارة لحراطين مازالت شاهدة على تاريخهم الضارب في القدم.

يقدر شعب الحراطين بأكثر من عشرة ملايين منتشرين في أكثر سبعة دول بالإضافة الى موريتانيا أرض الأجداد كما يسمها الحراطين المغرب الجزائر ليبيا مالي سينغال النيجر.

يتكلم شعب الحراطين باللهجة الحسا نية التي هي لهجة داريجة تكسيرية مكونة من اللغة العربية تختلف عن اللهجة التي يتكلم بها العرب البربر (البظان) في بعض المصطلحات ولهم عادات وتقاليد وفنون وتراث خاصة بهم لا تشركهم مع أي أثنية أخرى.

ومن ثقافة الحراطين والآلات الموسيقية (الزكعاري والكصبة والبيش الور والزوزاية...) و(لعبة الشات وهيب جار ) ومن مأكولات (كننة. كسكس شبور .عيش كضة. كوران...) ومن الحبوب كلك الحبوب كذلك التي كانوا الحراطين يستخدمونها في بذر الحقول (بشنة . تقليت . إرحية.... )