قليل من الواقعية .. و بعد النظر!

Brahim Bilal Ramdhane

قرأت تعليقا للنائب كادياتا ماليك اديالو تنتقد فيه نية الدكتور محمد ولد مولود الترشح لرئاسة الجمهورية .. و قد استوقفني مستوى الواقعية و بعد النظر فيما ذهبت اليه : فكيف يمكن لمن لم يوفق في قيادة تنظيم و من بعده حزب، استطاع بالكاد ان يحصل على ثلاث نواب و قليل جدا من المستشارين ان يترشح لمنصب يعرف مسبقا انه لن يصل اليه ؟ 
رغم طول زمالة النائبين و إخلاصهما للعلاقة الحركية والحزبية فلم يحل ذلك دون ابداء موقفها الناقد لما يفكر فيه رئيس اليسار في موريتانيا ! فلم ولن يتهمها هو - مباشرة و لا عن طريق اْبواق - بالجوسسة او الحسد او الخيانة! بل سوف يسمي ذلك اختلافا في الرأي ، قد يؤدي به الى مراجعة موقفه من الترشح !!

أيها الشباب ! قبل ان تطمعوا في تغيير مسار المجتمع و الدولة غيروا ما بانفسكم من ضعف و استكانة و تبعية ! غيروا نظرتكم الى "زعمائكم" و نظرتهم لكم كأتباع او مليشيات ! تحرروا منهم و عاقبوهم على سوء تسيير المشترك و افرضوا عليهم الاستماع إليكم بدل الإملاء !

من أجل الترشح للرئاسة لابد من ثلاث امور أساسية : مؤهلات و مقاصد و وسائل !
أولا- المؤهلات :يجب ان يكون المترشح شخص ذكي و قوي و عفيف و لطيف و ماكر و خلوق و نظيف و ان يكون قد نجح في بن تنظيم حي و متطور ، ليس فقد بالعواطف و الاستمتاع بلعب دور الضحية و إلقاء اللوم على الاخر و منطق المؤامرة .
ثانيا- المقاصد : وهذه تبدأ بمشروع مجتمع يتبناه حزب سياسي او مجموعة او شخص . و يجب ان يتضمن المشروع حلا شاملا و كافيا للمشكلات الاساسية التي يعانيها الوطن .. و لا يمكن ان يتضمن اي حل جزئي مهما يكن ! فمثلا مشكل لحراطين و معاناتهم تجد حلها في اصلاح التعليم و استقلال العدالة و التوزيع العادل للفرص و في هذا حل جذري لمشاكل كل فئات المجتمع.. و ليس من الضروري ان يأتي الحل من قبل أحد أفراد هذه المجموعة !
ثالثا: الوسائل : لقد حدد المشرع الموريتاني ثلاث امور أساسية لكل منها دلالته : 
١- شهادة تبريز بكر .. حتى لا يترشح صاحب سوابق او فار من العدالة و هذا من الناحية الاخلاقية مهم جدا لانه يثبت شرعية الترشح 
٢- توقيع مائة مستشار بلدي موزعين على سبع ولايات على الاقل و ان يكون من بينهم خمس عمد في خمس ولايات . و يفهم من ذلك انه على المترشح ان يكون مزكى من طرف كل المواطنين و يكون ورائه تنظيم سياسي ممثلا في المجالس البلدية يتبنون مشروع المجتمع الذي يقترح المترشح و بذلك يكسب مشروعية الترشح .. 
٣- ان يقدم المترشح كفالة مالية قدرها خمس ملايين قديمة و يستحسن ان يكون هذا المبلغ قد حصل من تبرعات المنتسبين للتنظيم الذي يقف خلف المترشح .. مما يدل على ان وراء الأكمة ما ورائها !
كذلك من الواضح ان الحملات تحتاج الى اموال و لا يجب ان تكون رشاوي للمترشح .. بل مساعدات يقدمها رجال اعمال يتبنون هذا المشروع و يجدون فيه خدمة لأعمالهم على حساب منافسيهم الاقتصاديين و ان لا يكون ذلك باي حال من الأحوال على حساب الشعب ! فلا يجب مثلا ان يربط رجل اعمال مساعدته للمترشح بشرط السماح له برفع أسعار منتوجات معينة و اعفاء من الضرائب ..
فكيف يعتزم الرجل - كما قالت النائب كادياتا- ان يترشح و يحصل على تزكية من أناس لا يتبنون مشروعه فهو بذلك يخدعهم و هو يغش القواعد التي بنيت عليها اللعبة ! 
فكيف تطالب بالشفافية في المسار الديمقراطي و انت تغش القواعد 
الأولية الضامنة لشرعية الترشح و مشروعيته ؟

يمكن ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ، و يمكن ان تخدع كل الناس بعض الوقت ، ولكن لا يمكن ان تخدع كل الناس كل الوقت !

اثنين, 25/03/2019 - 16:33