البشير عبد الرزاق: حكايات رمضانية...

أربعاء, 2015-07-01 11:59
البشير عبد الرزاق

في ثمانينات القرن المنصرم كان التثبت من رؤية هلالي رمضان وشوال عملية مضنية للغاية، بسبب قلة وسائل الاتصال والنقل، في بلد مترامي الأطراف مثل موريتانيا.
كان الأمر يتطلب أحيانا أن يتنقل الذين رأوا الهلال على ظهور الحمير والبغال والجمال ولساعات طويلة، قبل أن يصلوا إلى أقرب سلطة إدارية ليبلغوها برؤية الهلال، وكانت تلك السلطة تجد هي الأخرى الكثير من العناء في إبلاغ المركز بالأمر.
وقد حدث عدة مرات أن أمسك الناس ضحى أو زوالا بعدما تم التثبت من هلال رمضان، كما أقيمت صلاة عيد الفطر ذات مرة بعد منتصف النهار، ذلك أن الناس أصبحوا يومهم صائمين بعدما غم عليهم، لكن وقبل منتصف النهار بقليل أعلنت إذاعة موريتانيا أنه تم التحقق من رؤية هلال شوال، فأفطر الناس وتوجهوا إلى المساجد لأداء صلاة العيد.
لعدة سنوات ظل الموريتانيون يصومون في أغلب الأحيان 28 يوما ويضطرون لقضاء اليوم التاسع والعشرين، وأصبحت لجنة مراقبة الأهلة موضوع جدل كبير في الشارع الموريتاني، يطفو على السطح مع قدوم الشهر الكريم، حتى أنه يقال، والله أعلم، إن العلامة الراحل بداه ولد البصيري رحمه الله رفض رئاسة اللجنة بعدما عرضت عليه عدة مرات.
ومع ذلك ظل لليلة التماس الهلالين في تلك الأيام طعمها الخاص، حيث كان يقضيها الناس وخاصة الشباب منهم سهرا، في انتظار أخبار الهلال التي قد لا تصل قبل ضحى اليوم التالي.....

رمضان كريم.

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك