القَضَاءُ هُنَاك حَيْثُ "دُوَلُ القَانُونْ".. (تدوينة)

خميس, 2015-07-23 13:44
القاضي أحمد عبد الله المصطفى

في فرنسا: النيابة العامة في باريس تستدعي الزعيم التاريخي لليمين المتطرف العجوز جان ماري لوبان (87) سنة، من أجل محاكمته من جديد حول رأيه بخصوص ما يعرف بـ "غرف الغاز" فيما يسمى بـ "المحارق النازية" خلال الحرب العالمية الثانية..
سبق للرجل أن حوكم وأدين عدة مرات في فرنسا والمانيا حول نفس الرأي الذي صرح به أول مرة سنة 1987 وفحواه هو فقط: "لم أدرس هذا الجانب بدقة لكني أعتقد أنه تفصيل في تاريخ الحرب العالمية الثانية"..
المحاكمة الجديدة عن نفس الرأي تأتي بعد جواب جان ماري لوبان على سؤال ضمن مقابلة إذاعية عما إذا كان يأسف على تصريحاته السابقة، فرد بقوله: "لم أقل إلا ما يتطابق مع ما أفكر به.."..
طبعا ستكيف للرجل تهمة يجرمها ويعاقبها القانون الفرنسي، وهي "إنكار جريمة ضد الإنسانية" لكن لمجرد رأيه اللطيف بأنه لم يقل إلا ما يتطابق مع ما يفكر به، ولم يفكر إلا في أن الأمر كان تفصيلا.. (تفاصيل الموضوع على موقع فرانس 24)..
قُلْتُ: تُقِرُّ جميع القوانين مبدأ عدم جواز محاكمة شخص عن نفس الفعل إذا كان سبق أن حوكم وأدين بسببه، كما تقر مبادئ حرية الرأي والتفكير!!.. 
في الولايات المتحدة: بدأت الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات تؤدي إلى إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي الشهير جوناثان بولارد المدان منذ 1978 بجرائم تجسس لصالح اسرائيل ضد الولايات المتحدة والمحكوم عليه بعقوبة السجن مدى الحياة..
تأتي هذه الإجراءات في وقت مبكر، من الوقت القانوني الذي يستحق المعني عند مروره إمكانية الإفراج المشروط..
وسائل إعلام أمريكية ( موقع سي أن أن) مثلا فسرت هذه الخطوة بأنها تهدف إلى استرضاء الحكومة الاسرائيلية، واحتواء محاولاتها إفشال الاتفاق النووي مع إيران، إذ كثيرا ما ألحت اسرائيل على الولايات المتحدة من أجل اطلاق سراح جاسوسها..
أهدي هذين النموذجين من استقلاية القضاء وقدسية أحكامه، وحمايته للحريات الفردية في "دولتي القانون فرنسا والولايات المتحدة" إلى رجال ونساء وحَدَاتِ المستغربين في مجتمعنا، وإلى الذين يمثل القضاء الفرنسي مثلهم الأعلى من مثقفينا..

نقلا عن صفحة الكاتب