لم يكن ناخبو مقاطعة الطينطان يدركون – وهم يخوضون غمار أول تجربة ديمقراطية تتنافس فيها اللائحة الزرقاء مع شقيقتها الخضراء- أن سنة سيئة ستبدأ من تلك اللحظة تتعلق بسوء التسيير والنهب الممنهج لموارد بلديتهم التي تفوق مداخيلها من الضرائب والجبايات مداخيل بلدية لعيون عاصمة الولاية بل وبعض بلديات العاصمة انواكشوط ،
مداخيل لم تنعكس يوماً على حياة ساكنة المدينة ولا على وجهها العمراني، فلا مستشفيات شيّدت ولا فصول دراسية تستوعب الكم الهائل من التلاميذ الذين تدفقوا على المدينة بحثا عن مستقبل أفضل.
وحتى التمويلات السخية التي منحتها الدول الصديقة لاقت المصير نفسه، قصور على قمم الجبال، ودور في أرقى أحياء العاصمة، ومصانع شُيّـدت وأخرى قيد التنفيذ، لم توجه أموال الطاولة المستديرة لبناء سد يقي المدينة خطر مياه " العاكر" الجارفة، في حين بقيت توسعة شبكة الكهرباء مجرد شعار يلوّح به السياسيون في المواسم الإنتخابية.
أما أموال إعمار المدينة فقد لاقت المصير نفسه الذي لاقته آلاف أطنان العلف التي وصلت البلدية إبّان ما يعرف بالخطة الإستعجالية، وليست المنحة السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية بأفضل حالا من سابقاتها، حتى أصبح الحصول على عمدة الطينطان ولو لمأمورية واحدة سببا في الإنتقال من الفقر إلى الثراء، لتبقى لعنة المنتخبين المحليين تطارد مقاطعة الطينطان.