بوتفليقة يحيل "الجنرال توفيق" إلى التقاعد

أحد, 2015-09-13 19:49
جزائري يقرأ في صحيفة محلية تنشر صورة مدين للمرة الأولى (ا ف ب)

أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأحد مهام مدير المخابرات الفريق محمد مدين بعد 25 سنة من شغله المنصب، شهدت خلالها الجزائر تعاقب ستة رؤساء جمهورية على الحكم و12 رئيس حكومة.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، فقد أنهى "رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة اليوم (الأحد) مهام رئيس دائرة الاستعلام والأمن الفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد".
وبعد الإعلان مباشرة، قام الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع، بتنصيب القائد الجديد للمخابرات اللواء عثمان طرطاق.
وبحسب مصدر امني رفيع تحدث لوكالة فرنس برس فان الفريق مدين المعروف بـ "الجنرال توفيق" كان "قدم استقالته منذ عشرة أيام على الأقل" وقبلها بوتفليقة الأحد.
واللواء عثمان طرطاق (70 سنة) المشهور ب "الجنرال بشير" هو المستشار الأمني للرئيس بوتفليقة وقبلها كان مديرا للأمن الداخلي في المخابرات.
وعمل مع الفريق توفيق في قيادة عمليات مكافحة الإرهاب في وسط البلاد خاصة، قبل أن يغادر الجهاز في بداية سنوات 2000 مع تطبيق سياسة المصالحة الوطنية والعفو عن المئات من الإسلاميين المسلحين.
وأكد المصدر أن جهاز المخابرات الذي عرف عدة تغييرات في الأشهر الماضية "سيعرف هيكلة جديدة تجعله تحت السلطة المباشرة لرئيس الجمهورية بدل وزير الدفاع".
والفريق مدين (76 سنة) اشتهر باسم "الجنرال توفيق" فقط، ولم يسبق له أن ظهر في وسائل الإعلام حتى أن الجزائريين لا يعرفون شكله كما لم يسبق له أن أدلى بأي تصريح.
ومنذ صيف 2013 بدأت حملة التغييرات في جهاز المخابرات من خلال تجريده من الكثير من صلاحياته التي استحوذ عليها خلال 25 سنة من قيادة الفريق مدين له.
وشملت التغييرات إنهاء سيطرة المخابرات على الإعلام الحكومي والأمن في الوزارات والمؤسسات الحكومية لتصل في الأسابيع الأخيرة إلى فرق النخبة المسلحة المتخصصة في مكافحة الإرهاب.
وبحسب مدير ديوان رئاسة الجمهورية احمد اويحيى فان هذه التغييرات "عادية" تطلبتها مرحلة ما بعد الإرهاب.
وطالت التغييرات أيضا إقالة اللواء عبد الحميد بن داود مدير مكافحة التجسس واللواء مولاي ملياني قائد الحرس الجمهوري واللواء مجدوب كحال مدير الأمن الرئاسي.
أما آخر تغيير في قيادة أجهزة الأمن فكان إقالة الفريق احمد بوسطيلة من قيادة الدرك الوطني نهاية الأسبوع.
وبعد سقوط كل قادة الجيش والمخابرات المقربين من مدير المخابرات السابق، بدأ المحللون يتنبأون بقرب نهاية من لقب ب "رب الجزائر" الذي له الكلمة الأخيرة في تعيين الرؤساء.
لكن المحلل السياسي رشيد تلمساني تنبأ في تصريح سابق لوكالة "فرنس برس" أن "انتقال السلطة هذه المرة سيتم بدون الجنرال توفيق".
وكان إلقاء القبض على الجنرال حسان المسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب سابقا واحد رجال الفريق مدين، القشة التي قصمت ظهر البعير وأحدثت هزة في أجهزة الأمن.
(ا ف ب)