في بلد المعجزات يحكم حامل شهادة كونكور، أدخله "زيكزاك" مشئوم المؤسسة العسكرية ومنحه المراتب تلوى المراتب.. حتى استقر به الحال في رئاسة بازيب، وهي بطبيعة الحال بوابة القصر الرئاسي في بلد مكلوم عصفت به سنين الدهر وسامه العسكر أشد العذاب. ليبدأ الرئيس مشواره نحو الثراء الفاحش ويكمل الشعب مشواره نحو الفقر المدقع ..
في بلد المعجزات يعترف أحد أباطرة الفساد أنه نهب المليارات، فيدافع عنه وزير" العدل" أمام البرلمان.. يطلق ابن الرئيس رصاصة على فتاة لم تلب رغباته، فيغَرم ب 50 ألف أوقية.. يطلق ابن عم الرئيس النار على عامل متجر رفض الاهانة فلا تحرك الدولة ساكنا.. يدشن ابن جنرال قيادة أبيه للحرس بتحطيم إحدى سيارة الدولة في جولة لعب مع الأصدقاء..
في بلد المعجزات تسجن خيرة شباب الوطن، الحالمين بغد أفضل، الطامحين لموريتانيا التي توفر لهم ولشعبهم المطحون أدنى الحقوق.. حق الحرية.. حق التعليم.. حق الصحة.. حق المأكل والمشرب.. حق الولوج للخدمات العمومية.. والأهم من كل ذالك حق "الحياة" الذي يبدوا أن العصابة وجلفونها لا يولون كثير اهتمام به..
لم يرتكب سيدي الطيب وأوبك وسيدي عبد الله وعبد الوهاب و أحمد ابيه جرما، لم يسرقوا المليارات ولا حتى المئات، لم يطلقوا النار على دجاجة رفضت الانصياع لأوامرهم ورغباتهم المقدسة، بل لم يرموها حتى بحجر! فقط قالوا لوزير الصحة أنه فاشل وأن قطاعه فاشل وأن الحمى الوبائية والنزيفية تجتاح البلاد، في ظل صمت مطبق لوزارته وغياب أي إجراءات للتصدي لها، سواء بتوعية من لم يصابوا بأساليب الوقاية أو عزل من أصيبوا عن بقية المرضى في المستشفيات، حتى لا تنتقل العدوى ويعم الوباء.. يكفينا وباء الأنظمة العسكرية بفسادها واستبدادها!
أيها الرفاق أنتم المشعل الذي يحترق لينير الطريق للمطحونين والمهمشين الذين تعج بهم أرصفة الشوارع، أنتم تنيرون لهم مسار النزول للشارع ونفض الظلم وعن كواهلهم المنهكة.. لا تضركم اتهامات سخيفة من وزير اتفق الجميع على فشله.. لا يضركم السجن فهو معتكَف عن حياة ملطخة بالذل والقهر لا تليق بالشرفاء من أمثالكم.
لن تستطيع العصابة أن تتفاخر بعد اليوم أنه لا مساجين سياسيين في موريتانيا، وهي تزج بكم في سجن دار النعيم سيء الصيت.. لن تستطيع أن تفاخر بأجواء الحرية وهي عاجزة عن الاستماع لكم أو حتى تجاهلكم..
لا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون والتاريخ يسجل وذاكرة الموريتانيين تسجل.. تسجل يوم نامت المعارضة -بمنتداها وتكتلها وتواصلها وتقدمها- في سبات عميق.. ووقفتم انتم شامخين، تصرخون في وجه العصابة وتدافعون عن بلد ينزف.